عينان حمراوان، وتجهّم، ونظرة تائهة...هكذا كان حال كارلوس نيانييز الذي تألق في المباراة ضد باراجواي وحافظ على شباكه نظيفة، ومع ذلك ودّعت كولومبيا البطولة من الدور ثمن النهائي لكأس العالم لكرة الصالات كولومبيا 2016 FIFA بعد سقوطها بركلات الترجيح. وقد صرّح صاحب القميص رقم 1 في المنتخب الكولومبي واللاعب الوحيد المولود في مدينة كالي التي استضافت المباريات الأربع التي خاضتها كولومبيا في البطولة لموقع FIFA.com قائلاً "لا أعرف من أين أبدأ؛ نشعر بحزن عميق،" مضيفاً "رؤية كل هذا الجمهور الحاضر، والشعور بدعم عائلتي وأصدقائي، وزوجتي وابنتي...من المؤلم جداً عدم قدرتنا على إهدائهم هذه الفرحة." يتردد صدى كلماته في دهاليز قاعة إل بويبلو، بينما كان المدرب أرني فونيجرا يتوجه إلى المؤتمر الصحفي ورفاقه يغادرون فرادى غرفة خلع الملابس. ووسط هذا الصمت، حلّل حارس المرمى البالغ من العمر 31 عاماً المباراة قائلاً: "استعدنا ذلك التوازن الدفاعي الذي أظهرناه قبل أربع سنوات في تايلاند. ارتكبنا عدد أقل من الأخطاء وتحلينا بتركيز أكبر. ولكن أعتقد أن القلق واللهفة قلّلت من فعاليتنا أمام مرمى الخصم. أما ضربات الترجيح فهي مجرد لعبة حظ." بغض النظر عن هذا الحزن العميق والعبء المرتبط بالإعتراف بذلك، نيانييز يعرف جيداً أنه قام بعمله على أكمل وجه: "كان المدرب يطلب مني أن أعطي الطمأنينة للفريق، وأعتقد أنني اليوم أثبتت أن الفريق بإمكانه الوثوق بي. قدمت كل ما في جعبتي...وأخرجنا كل ما لدينا." تجنّب حارس المرمى الدخول في لعبة الفرضيات مفضّلاً عدم التفكير فيما كان سيحدث لو اعتمد الفريق على خدمات أنجيلوت كارو وخورخي أبريل الموقوفين والمصاب يوليان دياز الذي ارتدى قميصه لكنه لم يلعب. حيث علّق قائلاً: "ربما كان يمكن أن يكون الأمر مختلفاً، ولكن الأوان قد فات للحديث عن ذلك. لقد اختار المدرب 14 لاعباً لأن الجميع جاهز للعب عند الحاجة. وخسرنا بركلات الترجيح!" "سآتي لمشاهدة المباريات" بخصوص المستقبل، قال نيانيز بحذر دون أن يفقد التفاؤل: "كمجموعة، سنرى ماذا سيقرر المدرب، اللجنة الفنية والإتحاد. لدينا فريق كبير، ومجموعة رائعة ومستقبل عظيم." وماذا عن الجانب الشخصي؟ "سأواصل العمل للعب مع المنتخب،" أجاب صاحب القميص رقم 1 في كلوب ديبورتيفو ليون حيث قضى مسيرته بأكملها منذ عام 2011 عندما تخلى عن فكرة لعب كرة القدم بعد أن قبِل دعوة من مجموعة من الأصدقاء ووقع في حب كرة الصالات. في جميع الأحوال، ستكون هناك بعض التغييرات في حياته إذ أفصح قائلاً: "هدفي كان خوض بطولة كأس العالم أساسياً، وقد حققته. ومن أجل ذلك تركت بعض الأمور معلّقة مثل دراسة العلاج الفيزيائي. الآن سأفكر في نفسي وفي مستقبلي." وفي الساعات المقبلة، سيحاول نيانييز تضميد الجراح "بالتحدث مع زوجتي. فهي ركيزتي الأساسية وستساعدني على تجاوز هذا الحزن." وبعد ذلك سيعود لمشاهدة باقي مباريات كولومبيا 2016 حيث ختم حديثه قائلاً: "على الرغم من الألم وكل شيء، سآتي لمشاهدة المباريات، لأن هذه هي الرياضة التي أعشقها والآن ستكون هناك مباريات ممتعة. لطالما حلمت بكأس العالم في كولومبيا، ولن أتوقف عن عيش هذا الحلم."