التعليم هو أشبه ما يكون بالتجديف ضد التيار، إذا لم تتقدم إلى الأمام عاد بك للوراء؛ لهذا فطنت بعض الأمم الحية لذلك، فأخذت تنخل وتقيم مناهجها وتعيد وتزيد وتحذف منها كل خمس سنوات على الأكثر. وهذه الحقيقة التي قد لا تغيب عن بعض الأذهان، أهديها لوزراء التعليم في البلاد العربية، مع أنني أكره تقديم الهدايا إذا كانت من قبلي، ولكن وبما أن هذه الهدية لا تكلفني شيئا؛ لهذا فقط أصر على تقديمها، و(رحم الله من أهداني عيوبي). ٭٭٭ أعرف أحدهم وقد مر عليه خاطبا لفتاة ما يقارب ثلاثة أعوام، وكلما حاول إقناعها بإتمام الزواج كانت ترفض رفضا قاطعا حتى يلبي شرطها الوحيد الذي شرطته عليه، وهو: أن يوفر ويجمع (مليون ريال) ليكون ضمانا لسكناهم ومعيشتهم، وقبل أيام أتاني والحيرة مطبقة على وجهه، وقال لي: إن خطيبتي اتصلت بي بالأمس تلفونيا وسألتني: كم وصل حتى الآن المبلغ الذي ادخرته؟!، فقلت لها: خمسة وثلاثين ألف ريال، فقالت لي وهي تصفق بيديها: ممتاز لقد اقتربت كثيرا من المطلوب. وإنني في حيرة ماذا تقصد من كلامها هذا؟!، أجبته: إنها تقول لك (ادعم)، سألني: يعني ايه؟! قلت له: يعني خلاص تعبت (البنية) وأصبحت مستوية، وهي مثل اللحمة تحت النار. خرج من عندي ولا أدري هل فهم كلامي والا لا؟!. ٭٭٭ روى صحفي أنه ظفر بمقابلة (هند نبرج) يوم كان رئيس الجمهورية الألمانية، وحاول أن يستطلعه سر شجاعته ورباطة جأشه، فسأله: ماذا تصنع يا فخامة الرئيس حين تضطرب أعصابك؟!، فقال الرئيس: (أصفر)، فقال الصحفي: ولكنني لم أسمعك تصفر أبدا، فقال الرئيس: وأنا لا أصفر أبدا. أما بالنسبة لي فما أكثر ما (صفرت)، والدلالة على ذلك أنني أكتب هذه الكلمات الآن وأنا (أصوفر). ٭٭٭ قرأت هذه العبارة: الحذر ثم الحذر من النساء ذوات اللحى، والرجال عديمي اللحى. الواقع أن هذه العبارة لم تدخل عقلي بتاتا. فالرجال عديمو اللحى و(فهمناها)، ولكن النساء ذوات اللحى(!!)، كيف نهضمها؟!، أين، إذن، تكون اللحية بالنسبة للمرأة؟!، فعلى كثرة ما شاهدت في حياتي من وجوه النساء، كن جميعهن من المرد لا شارب ولا لحية. اللهم لا تطببني بامرأة ذات لحية، خصوصا إذا كانت (مخنجرة).