واصلت الشرطة الإسرائيلية السبت مطاردتها المهاجم الذي أطلق النار في تل أبيب الجمعة وتسبب بمقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح، فيما لا يزال الحذر يخيم على المدينة التي بقيت شوارعها خالية مع عدم العثور على المهاجم. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد إن «الشرطة تواصل بحثها عن الشخص المشتبه به بقتل إسرائيليين اثنين في وسط تل أبيب»، مضيفاً: «إن حواجز أقيمت على الطرقات في أماكن مختلفة». واعتبر روزنفلد أنه يوجد «احتمال كبير بأن يكون هجوماً إرهابياً»، مستطرداً: «لكننا لا نستبعد الدافع الإجرامي». وذكرت تقارير إعلامية أن المهاجم هو محمد ملحم (29 سنة) من سكان وادي عارة في منطقة المثلث الشمالي داخل إسرائيل. وكان ملحم اعتقل وسجن لخمس سنوات بعد إدانته في ٢٠٠٦ بمحاولة خطف سلاح جندي إسرائيلي لتنفيذ عملية انتقاماً لمقتل أحد أقاربه برصاص الشرطة الإسرائيلية. وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة إن والد المنفذ تعرف إلى ابنه بعد مشاهدته شريط فيديو من مكان العملية وأنه بادر للاتصال بالشرطة. ورفضت الشرطة وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حتى الآن إعطاء تفاصيل عن هوية المشتبه به وصدر أمر بالرقابة يمنع نشر أي معلومة إضافية. ويشمل هذا الأمر أيضاً التفاصيل المتعلقة بملابسات وفاة سائق سيارة أجرة عربي في إسرائيل عثر عليه ميتاً في شمال تل أبيب بعد إطلاق النار. ورفضت الشرطة قول ما إذا كانت القضيتان مرتبطتين. وبعد ظهر الجمعة دخل مطلق النار إلى متجر في تل أبيب حيث أخرج سلاحاً من حقيبة ظهر كان يحملها ثم وقف أمام باب المتجر وبدأ يطلق النار من مسافة قريبة على زبائن حانة «سيمتا» المجاورة. وتابع الرجل طريقه على الرصيف نفسه وأطلق النار على مقهى آخر يبعد 150 متراً عن الحانة قبل أن يلوذ بالفرار راجلاً. وقتل نتيجة ذلك شخصان كما أصيب سبعة أشخاص آخرين بجروح اثنان منهم في حال خطرة بحسب أجهزة الإسعاف. ويأتي هجوم تل أبيب في وقت باتت الهجمات التي تستهدف إسرائيليين شبه يومية منذ ثلاثة أشهر. وفي هذه الدوامة الجديدة من العنف الدامي استشهد 138 فلسطينياً وقتل 20 إسرائيلياً.