فيما يرأس ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وفد المملكة في اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها الـ 71 نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد خبراء سياسيون لـ «عكاظ» أن مشاركة السعودية في هذا المحفل الدولي الذي لم تغب عنه تعكس الحضور القوي للمملكة ودورها الدبلوماسي في أزمات الشرق الأوسط وفي سعيها لتطوير منظومة مجلس الأمن، واستمرار دورها في صنع القرار الدولي. وشددوا على أن اللقاءات التي سيعقدها ولي العهد مع القادة والزعماء على هامش هذه الاجتماعات ستكون فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر والتعاون بشأن القضايا الشائكة التي تعج بها منطقتنا العربية والعالم وفي القلب منها قضايا الإرهاب ومخاطر التمدد الإيراني في المنطقة وإيجاد تسوية سلمية للأزمات الطاحنة في سورية واليمن وليبيا والعراق. دور سعودي بارز وقال مساعد وزير الخارجية السفير الدكتور جمال بيومي إن مشاركة المملكة في هذه القمة الأممية عبر ترؤس ولي العهد الأمير محمد بن نايف لوفدها تؤكد مواصلة المملكة لجهودها الرامية لإحلال الأمن والسلم الدوليين، كما تؤكد حرصها علي مواصلة دورها الدبلوماسي الدولي في التنسيق مع المجتمع الدولي لحل مشكلات العالم. وأضاف أن المملكة تحمل علي عاتقها كقوة إقليمية عربية وإسلامية مسؤوليات التعاون الدولي لإيجاد سلام في الشرق الأوسط عبر تبني استعادة الشعب الفلسطيني لأرضه وفقا لاتفاقية السلام العربية، كما تبذل المملكة جهودها للحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية، والحفاظ علي الشرعية بها بجانب جهودها في تسوية الأزمة السورية. ولفت إلى أهمية لقاءات ولي العهد بالرؤساء والقادة وما تتضمنه من شرح وجهات النظر حيال العديد من القضايا الشائكة خصوصاً ملف الإرهاب. وخلص السفير بيومي إلى تأكيد أن حضور المملكة في القمة الأممية من شأنه أن ينمي فاعلية الدورالعربي داخل المنظمة الدولية خصوصاً في ما يتصل بتطوير مجلس الأمن. مسؤولية تاريخية بدوره، أكد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور حسن أبوطالب أن مشاركة المملكة في اجتماعات الأمم المتحدة تؤكد مسؤوليتها التاريخية في إيجاد حلول عربية ودولية لأزمات الشرق الأوسط والتي خلقت سرطان الإرهاب في المنطقة، مشيراً إلى أن المملكة سعت عبر مشاركتها السابقة في اجتماعات الأمم المتحدة إلى تطوير مجلس الأمن وتعزيز قدراته في اتخاذ القرارات الرامية إلى تحقيق سياسات السلم والأمن الدوليين. وشدد «أبو طالب» على أهمية لقاءات ولي العهد بعدد من الرؤساء والملوك على هامش هذا الاجتماع الأممي بما يتيح الفرصة لتعميق وجهات النظر حيال أزمات المنطقة وسبل إيجاد حلول سلمية لها. حضور سياسي فعال من جانبه، وصف المحلل السياسي ورئيس حزب الجيل الديموقراطي في مصر ناجي الشهابي مشاركة المملكة في اجتماعات الأمم المتحدة بأنها تأكيد لاستمرار حضورها السياسي الفعال في الساحة الدولية خصوصاً وأن إسهاماتها في العمل الدولي عبر الجمعية العامة أو العمومية في الأمم المتحدة، تمتد لسبعين عاما في خدمة القضايا الدولية، وفي القلب منها قضايا منطقة الشرق الأوسط. وأضاف «الشهابي» أن الأزمات الطاحنة التي تمر بها منطقتنا العربية استلزمت حضورا سعوديا سياسيا كبيرا لما تمثله الرياض من ركيزة للعمل العربي والإسلامي المشترك، وتوقع الشهابي أن تسهم لقاءات ولي العهد بالملوك والرؤساء في تقريب وجهات النظر الدولية تجاه أزمات المنطقة، وإيجاد سبل دولية للتعاون المثمر في تحقيق التنمية المستدامة بالتوافق مع شعار الأمم المتحدة شعارا، وهو ما يتطابق مع رؤية المملكة 2030.