مناقشات ساخنة بين أبناء الوسط الرياضي على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية لاسيما المتخصصة في الشأن الرياضي المحلي موضوع هذه النقاشات هو توثيق البطولات الرياضية المحلية، والمحور الريس لهذه النقاشات هو تخوف بعض المحللين الرياضيين أن لا تكون هذه اللجنة حيادية أو موضوعية وأن تكون ميولها لنادي على حساب أندية أخرى، وبطبيعة الحال انتقل النقاش من المحللين الرياضيين والمهتمين إلى الجمهور الرياضي بشكل عام. وفي تقديري أن هذه النقاشات لم ولن تتوقف، وهذا طبيعي في كل مجتمع رياضي ويجب ألا ننظر إليها نظرة متشائمة، بل نتفهمها، ونحاول قدر المستطاع تخفيف بعض مظاهرها المرفوضة مثل التعصب أو العبارات الخارجة عن الروح الرياضية. وبما أن هذه النقاشات تقوم على استحضار تاريخنا المحلي الرياضي ورصد بطولات الأندية السعودية بمحطاتها المختلفة وبمسمياتها القديمة والحديثة أو من خلال مسابقات لم يعد لها وجود في يومنا هذا مثل مسابقات المناطق وغيرها، ففي تقديري أنه ليس هناك سوى مسار واحد لتوثيق هذه البطولات بإنصاف وعدل،وهو أن تكون الصحف والمجلات الصادرة في تلك الفترة (محل النقاش) هي المادة التي يرجع إليها المختلفون لأن الصحف حين تكتب في تلك الفترة خبر انتصار فريق أو هزيمته لم يكن في ذهن محررها أن هذا الخبر المكتوب سيكون وثيقة يبنى عليها تاريخ الرياضة المحلية فيما بعد، كما هو الحال بمن سبقنا حين يكتبون وثيقة مبايعة قبل عشرات السنين فلم يكن بذهنهم أنها ستكون وثيقة تخدم التاريخ المحلي بل كل همهم توثيق بيعهم لنخلة أو بستان هنا وهناك. وفي حال إن الصحفي الرياضي قبل عقود قد يدلي بمعلومة غير صحيحة فإن المتوقع أنه سيجد تعقيب من المتضرر من هذا الغلط كما سنجده في الصحافة حتى يومنا هذا. والأهم من هذا وذاك أن الصحفي قد تطغى ميوله لأجل فريقه، لكن لن يستطيع أن يغير في نتيجة مباراة فيجعل المهزوم فائزاً أو يجعلها انتهت بنتيجة التعادل مع أن أحد الفريقين فائزاً. لذا فإن المقترح أن تكون الصحافة المحلية هي العمود الفقري لعملية التوثيق وليس الأندية أنفسها، ومهما كانت الصحف متحيزة لناد دون آخر فلن تستطيع أن تغير في نتيجة المباراة وتمر العملية بسلام دون رد أو تعقيب. ومن يطالع الصحف والمجلات السعودية المتقدمة مثل صحيفة أم القرى وصحيفة صوت الحجاز، وصحيفة البلاد السعودية (ثم بمسماها التالي وهو البلاد)، ومجلة المنهل ومجلة الإذاعة السعودية وكلها صدرت في عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه سيجد أن فيها توثيقاً لا بأس به لاسيما في البطولات التي يكون لها شخصية راعية. ومع التقدير الكبير لدور الكتب والمؤلفات الرياضية إلا أنها قد تلحق في بعض الأحيان بركب نقص المعلومات أو عدم دقته أو ميول المؤلف الرياضية مما يجعل الكتب تأتي على شكل قرائن تخدم الباحث وليس ما فيها أدلة نهائية، ومثل ذلك الرواية الشفهية، وهي قرينة مهمة عند المؤرخين إلا أنه قد يأتي عليها بعض التشكيكات المقبولة مثل أن يكون المتحدث ناسياً أو ملتبسا عليه الأمر. لأجل هذا فإني أقترح على هذه اللجنة أن تكون الخطوة الأولى هي جرد الصحف اليومية في تواريخ البطولات أو المباريات المتنازع عليها وسيكون هناك بحول الله تقدم كبير في مجال التوثيق.