×
محافظة المدينة المنورة

الأرصاد: سحب رعدية ممطرة على مرتفعات جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة

صورة الخبر

لا أظن أن هناك معلما سعوديا لم يسمع انتقاد أوغبطة أو حسد البعض من طول الإجازة التي حظي بها هذا العام، لذا دعونا نتمنّ أن تكون أسعدتهم وأراحتهم ومنحتهم الكثير من البهجة ليقبلوا على العام الجديد بجديتهم المعهودة. في بداية العام الدراسي يقدم المعلمون القدامى نصائح للمعلمين في العالم الغربي، بل هناك برامج تقدم للمعلم الجديد بالذات، يشارك في تقديمها مدير المدرسة. هذه النصائح يحتاجها المعلم كثيراً وهو مقبل على سنة دراسية جديدة لتجديد رؤيته للتعليم، وإعادة التذكير بأهدافه وأهداف النظام من دخوله كل يوم على طلابه. لا شك أن هناك معلمين يظنون أنهم لا يحتاجون إلى هذه النصائح أو المعرفة الجديدة لأنهم وصلوا إلى مرحلة من الخبرة، لكن في الحقيقة أن الجميع يحتاج إلى التذكير ليبقى كبيراً ومميزاً، خاصة أن العلم أصبح يتجدد كل ساعة وربما أقل، فتخيل أن يضاف إلى حقل التدريس الذي تمارسه 200 معلومة يومياً، أضف إلى ذلك أن المهارات ممكنة الاكتساب هي أيضا سهلة الفقد، وليس هناك أفضل من بداية العام لتجديد مهاراتك وإضافة معارف ومهارات جديدة. لكن من أين يحصل المعلم على مهاراته الجديدة؟ في الحقيقة أن هناك معلمين رائعين في اليوتيوب يقدمون دروسا حية عن كل طرق وإستراتيجيات التدريس المستحدثة وتوصيات ونصائح عند التطبيق، بعضهم يقدم التجربة في فصله، وبعضهم يقدم نتائج ما توصل إليه. أعرف أن هناك الكثير من المعلمين في السعودية خاصة يرددون: كيف أطبق الإستراتيجية ولدي كل هذه الدروس؟ في هذا الموضوع يقول د. رانجت مالهي مستشار الرئيس الماليزي للتعليم: "ليس على المعلم أن يطبق كل الإستراتجيات على جميع الدروس، اتخذ قرارك منذ بداية السنة وحدد عددا من الدروس تتمكن بها من تطبيق الإستراتيجيات وتحقيق أهدافك من تعليم طلابك مهارات التفكير والنقاش.. إلخ، واترك لباقي الدروس طرقا أسهل للشرح والتناول، ولا تقلق على المعلومة لأنه سيجدها في أي مكان، فدورك هو إكسابه المهارة لا المعلومة". في الواقع أن المعلم يتعرض للكثير من الضغوط أثناء تأدية عمله، ينسى معها أهم نصيحة قد توجه له، يذكرها معلم اسمه ستيفن باثرفورد أمضى 34 عاماً كمعلم ولديه موقع لتعليم المعلمين كيف يعلمون.. يقول ستيفن: "درس من قلبك"، ويعني به أنك يجب أن تتذكر أن هؤلاء الطلاب لا يحتاجون آلة تعلمهم بل روحا تنسجم معهم وتشاركهم العواطف والشعور. إن هناك العديد من الأمور التي تبلغهم بأنك مهتم بهم وبما سيحصلون أو يكونون عليه، وهذا يساوي نصف طريق أدائك لمهمتك. في الحقيقة عندما تتأخر عن حصتك فأنت ترسل لطلابك رسالة تقول إنك غير مهتم، وعندما تدخل إلى الصف بالكثير من الفوضى وعدم التحضير والكثير من الاكتفاء بما هو موجود في الكتاب وعدم التنوع في طرق الشرح فأنت تعطيهم مبرراً للتقليل من احترامك، فتنتهي خاسراً كبيراً أمام طلابك. أن تكون معلما معناه أن تصنع فرقا في حيوات هؤلاء الطلاب الذين سيصلك نفعهم بعدة طرق، ربما في مؤازرة في وحدتك أو مرضك.. وكمسلمين نوقن أن دعواتهم بالخير غداً قد تستحق كل الجهد ليتعلموا اليوم.