تقرير قطاع الخدمات بوزارة التربية والتعليم، كشف صوراً غير جمالية في بعض المدارس ورياض الأطفال ومراكز تعليم الكبار التابعة لها، رصدها ميدانياً، وليس عبر تقارير مكتبية، وصلت في بعض الأحيان إلى التهديد المباشر لأرواح طلبتها والعاملين، بسبب سوء تخزين الأثاث المتهالك، وأجهزة التكييف والمقاعد الخشبية، وكلها تكون معرضة للاشتعال، وإلحاق الأذى بمن تطالهم. المشكلة لا تقتصر على سوء التخزين فقط، واحتمالات نتائجه المتنوعة، ولكنها تمتد في بعض المدارس إلى خارج حزامها الأمني، وبالتالي في تعرض سكان المنطقة المحيطة بها للأخطار، وكأنها لا تكتفي بالمئات الذين تضمهم أسوارها. كما أن بعض المدارس باتت كبعض الشركات، تفتقد للحد الأدنى من متطلبات الأمن والسلامة، فتجد مداخلها ومخارجها مكدسة أحياناً بمواد مخزنة، تعيق الحركة لمن يطلب السلامة عند وقوع حوادث تتطلب تنظيماً آمناً لحركة الطلبة والكادر التعليمي والإداري، في منظر لا يليق بمؤسسة تربوية تأخذ على عاتقها تأمين سلامة العاملين بين جدرانها وأسوارها. يبدو أن ثقافة التخزين الآمن لم تندرج بعد، لدى إدارات بعض المدارس، فباتت تخشى على العهدة الميري، أكثر ما تحسب حسابات للآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن غياب حسن التصرف، في اقتناء الحاجيات الضرورية والاستغناء، وتسليم كل المعدات والتجهيزات، الزائدة على الحاجة، وهناك جهات في الوزارة مهمتها أن تجمع هذه الزيادات، وتصلح منها ما يمكن إصلاحه والاستفادة منه، بدرجة أمان عالية توفرها عوامل التخصص والخبرة. أثاث سليم وتالف مخزن في الفصول الدراسية، بعشوائية لا تنم إلّا عن خطر أكيد يحيق بالطلبة وجميع العاملين بالميدان التربوي المدرسي، وبات أكثر إلحاحاً على اللجوء لخدمات أجهزة الدفاع المدني، من أجل إعادة ترتيب المخازن المدرسية، لتكون أكثر أماناً لكل من يقترب منها، وتحديد الحاجة إليها من البداية. ليس من مهام المدارس أن تصرف وقتها وجهدها نحو الاستغلال الأمثل للأثاث المدرسي، فهذه مهمة تخص الغير. وتركيز الإدارات المدرسية يجب أن ينصب على القضايا التربوية، والإدارية منها يجب أن تكون في صالح العملية التربوية التعليمية، جنباً إلى جنب مع ضرورة توفير متطلبات السلامة والأمان على كل شبر من الساحة المدرسية، حيث يباشر الطلبة نشاطاتهم اللاصفية، جنباً إلى جنب مع دروسهم التعليمية داخل الفصول. الحفاظ على الممتلكات التربوية والمؤسسات التعليمية واجب لا جدال فيه، بما يحتم على الإدارات المدرسية أن تتجاوز إعطاء اهتمامات زائدة للعهد التي تحوزها، إلى الالتزام بكل ما يضمن سلامة إجراءاتها في توفير البيئة الآمنة لطلبتها وأجهزتها، جنباً إلى جنب مع الاستخدام الأمثل للأدوات والمعدات والتجهيزات والأثاث المدرسي، بعيداً عن الإسراف والهدر، وتحقيقاً لتوفير البيئة التربوية المناسبة لنجاح العملية التعليمية بمعدلات تفوق عالية، ودرجة أمان مشابهة.