تنفس الليوث الصعداء بعد السماح لهم بمشاركة العنصر الأجنبي، بعدما فقدوه في الجولتين الأوليَيْن؛ ما انعكس أثره على الفريق؛ إذ بدا وكأنه أشبه بالغريق.. فتعادل في افتتاح موسمه، وخسر ثاني مبارياته.. ولم ينل سوى نقطة يتيمة.. في حين لم يترجم بعد مهاجموه أي فرصة بالمرمى؛ ليكون الفريق الوحيد الذي لم يسجل دوريًّا! ويضع الليوث كل آمالهم هذا اليوم بلقائهم مع الأهلي القوي على اكتمال أدواتهم أخيرًا.. بوجود المدافع الجزائري بلعمري، والمحور الأورغواني ريباس.. ويضع آماله الهجومية بقدم البرازيلي هيبرتي بمعية المهاجم بن يطو.. وفضلاً عن ذلك فالجمهور أيضًا يعول على استفادة المدرب واللاعبين من معسكر العين.. لعل الفريق يعود كما كان يملأ العين.. ولا أخال إعلان عودة سيكون أفضل من موعد كهذا، ومع منافس كهذا.. فالرياض اشتاقت لصانع المتعة وأستاذ الكرة الجماعية والمتحدث الرسمي باسم الأناقة الكروية. وعلى الطرف الآخر يحضر الأهلي للملعب وهو بأحسن حال وبأفضل معنويات.. فحامل اللقب دشن موسمه بالسوبر.. كما نال العلامة الكاملة في أول جولتين.. ولا يعاني الفريق من غيابات تذكر.. سوى ما تم الإشارة إليه قبل يومين في البيان الأهلاوي بإصابة قائد الفريق الكابتن تيسير الجاسم. ويتوق محبو الفريق الأخضر إلى استمرار حاسة التهديف لدى العملاق السومة.. علاوة على انسجام الفريق الذي يلعب موسمه الثاني بالعناصر ذاتها باستثناء أسامة هوساوي المنتقل.. وهو ما يجعل كفته أرجح من فريق الشباب الذي ستكون مشاركة أجانبه هي الأولى هذا الموسم. زد على ذلك دخول أكثر من عنصر شاب على الخارطة البيضاء خلاف ما يحدث بالمعسكر الأخضر، الذي يشهد استقرارًا فنيًّا وعناصريًّا بشكل واضح. عمومًا، وعطفًا على المواجهات السابقة، تبدو هذه الليلة مختلفة بعض الشيء؛ فالهدوء يسود.. والتصاريح أشبه بالهمس.. والتدريبات مغلقة، ويسيطر عليها الحذر.. لذا فالجميع ينتظر ما يسفر عنه هذا المساء.. فهل يعود الليث بثوبه الجديد لافتراس الأهلي كما اعتاد سابقًا أم تواصل القلعة التنفس بحرية كما حدث في آخر موسم؟! لجنة توثيق البطولات.. فص ملح وذاب! فجأة، والموعد اقترب، والمكان حُدِّد، والمؤتمر دانت ساعته.. فجأة تم تأجيل إعلان لجنة توثيق البطولات لأرقامها.. ورحلت الحقيقة إلى أجل غير مسمى.. والحجة - كما ذكر بيان مقتضب من هيئة الرياضة - هي التركيز على مهمة المنتخب ولقائه بالعراق. ورغم أن الكل كان يعلم موعد لقاء العراق.. والجميع يدرك أن المؤتمر وقت تحديده سيكون في منتصف الأسبوع بين لقاءي تايلاند والعراق.. إلا أن الجمهور الرياضي قَبِل ولو على مضض هذا التبرير.. وردد: (يا خبر اليوم بفلوس.. بكرة ببلاش). لكن هذا الـ(بكرة) طال انتظاره.. انتهى لقاء العراق.. يوم.. فيومان.. ثم أسبوع.. ولا يزال هذا الـ(بكرة) متواريًا عن الأنظار، ويخاف مقابلة الجموع، ويخشى من مواجهة الجمهور.. ولا أدري ما الذي تخافه لجنة التوثيق حتى لا تعلن أرقامها الجاهزة مسبقًا حسب الموعد الأول.. فيفترض بديهيًّا أنها تدرك من أول يوم عمل لها أن أرقامها ستواجَه بالاعتراض؛ لذا فلماذا بدأت أصلاً إن لم تكن تستطيع أن تصل خط النهاية بشجاعة؟! آخر سطر الحقيقة دائمًا تؤلم من تعوّد على الأوهام. بيدل