تقول دراسة أمريكية ان ايران تنفق على الاعلام الأمريكي قرابة 950 مليون دولار سنويا لتحسين صورتها وتشويه صورة دول الخليج، بالمقابل ماذا فعلت دول الخليج لتحسين صورتها الذهنية؟. بل ماذا فعلنا نحن لتحسين صورتنا الذهنية؟. إذ لا زال البعض يعتقد بانه ليس مهما ماذا يقول الغرب عنا، بينما تنشط دول العالم في إعداد الدراسات التي تحدد صورتها الذهنية ومن ثم رسم إستراتيجية إعلامية لبث الصورة الذهنية التي تريد وليست الذي يريد لها الآخرون حسب مصالحهم. في ظل عدم وجود مراكز للدراسات تهتم بالصورة الذهنية للمملكة والتي من خلالها يتم التأثير على السياسة والاستثمار والسياحة ومختلف مناحي الحياة لا بد من الاهتمام بصناعة إسترتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتعزز الصورة الحقيقة للمملكة، كما ان هناك نقطة مهمة وهي ما تبثه بعض وسائل إعلامنا دون قصد وبجهل تام من أخبار تؤثر سلباً على الصورة الذهنية لنا وذلك بسبب عدم وجود إستراتيجية واضحة من قبل وزارة الإعلام لدينا لدى مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية فضلاً عن وسائل الإعلام الجديد. في دراسة حديثة صدرت عام 2012م للدكتور علي القرني عنوانها « صورة المملكة العربية السعودية في العالم دراسة مسحية على عينة من الأكاديمين الإعلاميين في المملكة « كشفت نتائجها ان (صورة الإسلام تأثرت بفعل الحملات الغربية وتحديداً الصهيونية في أمريكا ولم يواجهها سوى المؤسسات الدبلوماسية لدينا). هذا يعني غيابا واضحا لدور المؤسسات الإعلامية لدينا، وغياب أكثر لدور مؤسسات مختلفة لدينا تبحث في الصورة الذهنية لنا في دارنا دون اهتمام بتحليل الصوت الآخر الذي نريد أن نسمعه إذ مللنا سماع أصواتنا. والسؤال هل تهتم المؤسسات الحكومية والمعنية لدينا مثل وزارة الثقافة والإعلام أو مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بتحليل مضمون بعض اهم وسائل الإعلام الأمريكي والإيراني على سبيل المثال؟. هل اهتمت أي مؤسسة بتحليل ثلاث روايات لنساء امريكيات هي «مملكة الغرباء»،»أطلالنا «و»مملكة الرجال « والتي كتبنها عن مجتمعنا بعدما عشن فيه وما كشفنه مما اعتدنا رؤيته فلم يعد يلفت انتباهنا، ولعل في معرفته ما يفهمنا بصورة واضحة كيف يرانا الآخر. ان وجد ذلك فهذا يعني أننا أخيراً فهمنا كيف يمكن ان نصنع الصورة الذهنية لبلد لديها من التاريخ والمكانة الإستراتيجية وسط العالم ما يمكنه أن يفرض احترام الإنسان السعودي وتاريخه.