وجد أصحاب الطرفة والفكاهة في الإجازة الطويلة لطلاب ومعلمي المملكة، والتي وصلت إلى 115 يومًا للطلاب و100 يوم للمعلمين، موضوعًا خصبًا للتندر من المعلمين ومن طول الإجازة بعد أن حققت رقمًا قياسيًا في تاريخ الإجازات الصفية على مستوى المملكة. موجة عاصفة ومع حلول شهر ربيع الأول من العام الحالي 1437 عاش المواطنون بدءاً من ذلك الوقت موجة عاصفة من السخرية والنكات والفكاهة السوداء، وتشارف هذه الموجة على الانتهاء غداً عند أول قرعة جرس لطابور الصباح. هذه الموجة العاصفة أتت بعدما اعتمد وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى التقويم لما تبقى من العام الدراسي 1436/1437، محدداً أيام بدء الاختبارات والإجازات والانتهاء منها، إذ شهد التقويم أطول إجازة صيفية للطلاب في جميع مراحل التعليم العام، والتي بدأت بنهاية دوام يوم الخميس 19 شعبان، وللمعلمين في 4 رمضان، مع تحديد يوم 17 من ذي الحجة 1437 موعداً لعودتهم في جميع المراحل الدراسية والهيئات الإدارية والتعليمية، لتبلغ إجازة الطلاب. فكاهة سوداء ووفقًا لفكاهيين فإن إجازة المعلمين بسبب طول مدتها ضمت جميع أركان الإسلام الخمسة من صلاة وصيام وحج وزكاة بعد الشهادتين، فيما يقول آخر أن شاب سافر للسياحة لدولة أوروبية ولاحظ أحد كبار السن تخلفه عن أهله طيلة 3 أشهر فناصحه بأن يعود لأهله ويستسمح منهم، فيرد عليه الشاب: أنا معلم وإجازتي طويلة. نكتة أخرى لا تخلو من الفكاهة الكالحة تداولها المتندرون، وهي أن شابا اتصل بوالده يبشره بأنه وجد عملاً بعدما بقي عاطلاً لمدة طويلة، ليقطع والده عليه فرحته بقوله شفيك يا ولدي، نسيت أنك مدرس؟. أبيض وأسود ولم تخل الصور ومقاطع الفيديو من مناكفة إجازة الصيف للمعلمين، إذ تداولت معرفات بـتويتر صورة (بالأبيض والأسود) لأحد الصفوف المدرسية القديمة لبدايات التعليم في المملكة، مع التعليق عليها آخر صورة تم التقاطها للمعلم قبل الإجازة، في حين نشر آخرون مقطع فيديو لشخص يقوم بتشغيل سيارة قديمة مغبرّة متوقفة منذ فترة طويلة ليدور محركها وينثر الأتربة والغبار بكثافة في المكان، مع التعليق على ذلك سيارة معلم بعد الإجازة. تبجيل آخر وتحول التبجيل المأخوذ من البيت العربي الشهير (قم للمعلم وفه التبجيلا،،، كاد المعلم أن يكون رسولا) إلى مثار سخرية مع مرور السنوات وانتفاء هيبة المعلم لدى الأوساط المجتمعية، بحسب ما يشيعه المنتمون إلى الوسط التعليمي، حيث استبدلوا البيت السابق بقولهم (قم للمعلم وفه التنديرا،،، كاد المعلم أن يكون أسيرا). وتبقى مهنة التعليم رغم كل هذه السوداوية، مهنة المتاعب والمصاعب، مهنة سامية رفيعة، تنشر العلم في أوساط الجهل، وتنير العقول والأذهان، فالمعلم كالشمعة يحرق نفسه لينير الطريق لغيره.