تعد الفتة والرقاق وجبتين رئيسيتين على مائدة عيد الأضحى وخاصة اليوم الأول في أي بيت مصري، ولا يمكن التخلي عنهما بجانب اللحوم، وذلك وفقا للسيدة المصرية سعدية حجاج. والفتة عبارة عن خبز يقطع إلى فتات صغيرة يكسوها الأرز ومرق اللحم، والصلصة الحمراء أحيانا. بينما الرقاق عبارة عن رقائق مصنوعة من دقيق القمح، تطَّعم بمرق اللحم أيضا وأحيانا تحشى بلحم مفروم، وفق العادات والطرق المتبعة. ووجبتا الفتة والرقاق تعدان غنيتين بالكربوهيدرات، وذلك لاحتوائهما على كمية كبيرة من الخبز والأرز ودقيق القمح. كما يحتويان على نسبة من الدهون مصدرها مرق اللحم. أما الرقاق فإن محتواه من البروتينات يرتفع إذا أضيف إليه اللحم. كما قد تضاف له الخضراوات مما يزيد محتواه من الألياف الغذائية. هذا المحتوى من الدهون والكربوهيدرات يحتم على الآكل الاعتدال في مقدار ما يتناوله منه، خاصة إذا كان يعاني السمنة أو مصابا بـالسكري أو ارتفاع الدهنيات في الدم. وتقول سعدية حجاج (60 عاما) إن مراسم صناعتها المنزلية للرقاق والفتة -بمنزلها في منطقة القناطر الخيرية شمالي القاهرة- عادة سنوية. وتلك العادة -وفق تقارير ومراجع تاريخية- تعود لأزمنة قديمة في مصر، حيث الفراعنة والعصر الفاطمي (909-1171 ميلادي). وما تزال مستمرة بالبيوت المصرية ولا سيما في عيد الأضحى. وتبدأ سعدية حجاج في صناعة الرقاق حيث تضع دقيقا في إناء، وتبدأ بخلطه بالسمن والماء حتى يصبح عجينا، ثم تبدأ بتقطيع العجينة لكرات صغيرة، وتقوم بفرد كل كرة على حدة بخشبة طويلة وسميكة حتى تصبح العجينة رقيقة، ويتم وضعها بأشكال مستطيلة أو دائرية في صاج بفرن منزلي لدقائق معدودة. وبينما تستمر عملية تسوية الرقائق بنار هادئة، تقوم فتاة تساعدها في إعداد وجبة العيد بالإسراع إلى مطبخ مجاور لغرفة إعداد الرقائق، لتبدأ عملية الغسل والطهي للحم حتى تجهزه وتعد مرقا منه بكميات مناسبة. وتقول المواطنة إن هناك أذواقا في عمل الفتة والرقاق وفق ما اعتاد الشخص، في إشارة لحرص البعض على أن يزين الفتة بالأرز سواء بالصلصة واللحم والمرقة أو الخل والثوم والمرقة واللحم، بخلاف الرقاق الذي يحب البعض أن يحشوه بلحم مفروم أو يزينه بالمرقة واللحوم والخضراوات. وتضيف أن إعداد تلك الوجبات الثلاث (الفتة والرقاق واللحوم) يستغرق ساعة على الأقل، إن كان الرقاق جاهزا من قبل أول أيام العيد، أو ثلاث ساعات لإتمام الرقاق وتجهيز تلك الوجبات على أول موائد عيد الأضحى.