دخلت الهدنة في سوريا، التي وصفت بأنها الفرصة الأخيرة للسلام حيز التنفيذ في أول يوم كامل، أمس، حسبما ذكر سكان في مناطق عدة، حيث قالوا إنهم قضوا ليلة هادئة هي الأولى منذ أشهر، وبينما أعلن الجيش الروسي أن وقف إطلاق النار متماسك إلى حد كبير في حلب، كما قام بنشر العساكر الروس على طريق الكاستيلو، لمراقبة وقف إطلاق النار، وأكدت موسكو أن القوات النظامية تحترم الهدنة فيما اتهمت المعارضة بخرقها 23 مرة حتى، مساء الثلاثاء. وتوقف صوت المدافع مع بدء سريان اتفاق الهدنة بموجب اتفاق أمريكي روسي عند مغيب شمس الاثنين. ومن المتوقع أن يتبعها خطوة ثانية، تتمثل بتوزيع مساعدات إنسانية عاجلة للسكان. وفي حلب التي تعد ساحة رئيسية للمعارك في البلاد، أكد مراسلو وكالات الأنباء في كل من الطرف الشرقي الذي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة، والقسم الغربي الذي يسيطر عليه النظام أن الليل كان هادئاً لم تسمع فيه أصوات لغارات أو قصف. وانتهز السكان فرصة الهدوء وتوقف القتال للخروج إلى الشوارع والاحتفال بأول أيام عيد الأضحى حتى منتصف الليل. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن جبهات القتال الرئيسية في حلب ودمشق وإدلب كانت هادئة تماماً. وقال المرصد: إنه لم يسجل سقوط أي قتلى بين المدنيين خلال الساعات ال15 منذ بدء سريان وقف إطلاق النار. واتهمت وسائل إعلام حكومية الفصائل المسلحة بانتهاك الهدنة في مواقع عدة في مدينة حلب في خمس مناسبات منذ الساعات الأولى من صباح أمس. ومن جانبه، قال الجيش الروسي، أمس، إن وقف إطلاق النار متماسك إلى حد كبير في مدينة حلب. وذكر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الروسية أن روسيا أرسلت معدات استطلاع للمدفعية إلى حلب، لرصد محاولات انتهاك وقف إطلاق النار والتصدي لها. وأقام عسكريون روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات الغذائية إلى شرقي حلب. وقال الكولونيل سيرغي سابيستين المسؤول في المركز الروسي لمراقبة وقف إطلاق النار سيكون هذا الطريق السبيل الرئيسي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب. وأشار موقع المصدر نيوز المطلع والموالي للنظام، أن قيادة الجيش السوري أصدرت الأوامر لقوات النخبة المنتشرة على هذا الطريق بالتراجع لمسافة نحو كم إلى شمال الطريق لإفساح المجال أمام الجنود الروس لإقامة ممر إنساني على طول هذا الطريق. وقال المسؤول العسكري الكبير فيكتور بوزنيكير في تصريح متلفز، إن قوات الحكومة السورية أوقفت بالكامل إطلاق النار باستثناء مناطق تحرك لمسلحي تنظيم داعش وجبهة النصرة. وأضاف للأسف هذا الأمر لا ينطبق على الوحدات المسلحة التابعة للمعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة. وبعد بدء العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية هذا الصباح، سجل 23 حادث إطلاق نار على مناطق سكنية ومواقع حكومية. وقال مراقبو الجيش الروسي في تصاريح متلفزة من مناطق مختلفة في سوريا، إن الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل المعارضة وقعت في محيط حلب واللاذقية ودمشق وحماة وإدلب ودرعا. (وكالات)