واصل المجتمع الدولي حملته على النظام السوري، عقب فشل الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف، وبعد أن حملت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا النظام مسؤولية الفشل، انضمت أمس ألمانيا التي قال وزير خارجيتها فرانك فالتر، إن تعثر المفاوضات يؤكد مرة جديدة أن الرئيس السوري بشار الأسد وجماعته ليسوا مهتمين جديا بالمفاوضات. وشدد على أنه بات من الضروري جدا أن يتحرك مجلس الأمن، ويعتمد قرارا يضع حدا لجرائم الحرب في سورية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد وجه بالأمس انتقادات مباشرة لموسكو، مشيرا إلى أن سياستها تمنح النظام السوري دافعا للتعنت، وطالبها بالضغط عليه ليضع حدا لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض، مثل البراميل المتفجرة التي تلقى على حلب والعديد من المدن الأخرى. وأضاف روسيا بحاجة لأن تكون جزءا من الحل، لا أن تقدم المزيد من الأسلحة لتمكين الأسد في واقع الأمر من ترسيخ موقفه وهو ما يخلق مشكلة كبيرة. كما تحدث كيري عن تعليق للمفاوضات يجب أن يتيح للفريقين وللمجتمع الدولي تحديد سبل الاستفادة من هذه الفترة والعمل كي يفتح استئناف المفاوضات الباب أمام التوصل إلى حل سياسي لهذه الحرب الأهلية الفظيعة. ولامتصاص الغضب العالمي المتزايد على التسويف السوري وتعمده إفشال المفاوضات، حاول وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم التخفيف من ردود الأفعال الدولية، إذ ادعى أن الجولة التفاوضية الثانية في جنيف لم تفشل وأحرزت تقدما هاما في تصريح صريح لبيان الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي اعتذر صراحة إلى الشعب السوري، ولم يحدد موعدا جديدا لجولة ثالثة كما كان متوقعا. وقال المعلم الجولة الثانية لم تفشل على عكس بعض التحليلات الإعلامية التي ظهرت، أو ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا. إلا أن كيري تجاهل هذه التصريحات، وقال لم يفاجأ أحد بأن المحادثات كانت صعبة. إلا أنه لا بد أن يكون واضحا لدى الجميع أن العرقلة من قبل نظام الأسد جعلت التقدم أكثر صعوبة.