قال مسؤولون أمنيون ومصادر طبية ليبية إن قذيفة هاون سقطت على سيارة في وقت متأخر السبت في بنغازي شرقي ليبيا، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص من بينهم ناشط ليبي، كما أصيب 14 شخصاً على الأقل بجروح، في وقت وجهت القوات الموالية لحكومة الوفاق نداء الإنذار الأخير لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي للاستسلام، قبل اقتحام حي الجيزة البحرية في سرت. وأضاف المسؤولون أن من بين قتلى الهجوم الذي وقع في حي الكيش بوسط المدينة محمد بوقعيقيص رئيس المنظمة الليبية لمكافحة الفساد. وأكد مسؤول بمركز بنغازي الطبي مقتل بوقعيقيص، لكن الأنباء تضاربت بشأن مقتله، حيث قالت مصادر قناة العربية إن عبوة ناسفة استهدفت سيارته، فيما أفادت وسائل إعلام ليبية بمقتله، جراء سقوط قذيفة صاروخية على إحدى السيارات في ساحة الكيش. وكان بوقعيقيص أيضاً من أنصار الجيش الوطني الليبي الذي يشن حملة عسكرية منذ عامين ضد الميليشيات المتطرفة في بنغازي. وقال شاهد عيان ل رويترز إن الانفجار وقع بالقرب من بوقعيقيص لدى خروجه من سيارته لدخول مقهى اعتاد على ارتياده، وسقطت القذيفة بالقرب من مقر كتيبة عسكرية في المنطقة، لافتاً إلى ان مصدر القذيفة لا يزال مجهولاً. ودان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بأشد العبارات، التفجير. وشدد نائب رئيسه، علي القطراني، على أن هذا العمل الإرهابي الجبان لن ينال من عزائم أهالي مدينة بنغازي والقوى الأمنية بها، مطمئناً بأن العدالة ستطال الجماعات الإرهابية، وأنها لن تفلت من العقاب، معرباً عن أسفه وتعازيه لأهالي الضحايا. من جانبها، وجهت القوات الموالية لحكومة الوفاق النداء الأخير لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي للاستسلام، قبل اقتحام حي الجيزة البحرية في سرت. واستخدمت القوات مكبّرات الصوت، داعية مقاتلي التنظيم والسكان، للخروج من الحي بعد انتهاء مهلة الشهر ونصف الشهر، وسط مخاوف من إجبار العائلات من قبل التنظيم ليكونوا دروعاً بشرية. وتتوجس قوات الوفاق، من السيارات المفخخة والقنّاصة، بينما أصبحت مباني الجيزة، آخر معقل لمقاتلي التنظيم المتطرف بعد استعادة حي 600 مسكن. في أثناء ذلك، ما تزال الاشتباكات بين الميليشيات مستمرة في مدينة الزاوية منذ الجمعة، وحتى صباح أمس، وأدت إلى سقوط عشرة قتلى وعدد من الجرحى. وكشف مصدر مطلع أن القذائف العشوائية ما زالت تتساقط على منازل المدنيين العزل، كما لا تزال العائلات عالقة وسط مناطق الاشتباكات، خاصة منطقة القرضابية، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من المباني القريبة من الميدان، جراء تعرضها لإصابات مباشرة بالقذائف العشوائية، كما احترق مختبر ابن النفيس الكائن بالقرب من العيادة المجمعة. ودعا مسؤول قسم الطوارئ بجمعية الهلال الأحمر فرع الزاوية والمنسق الإعلامي بالهلال الأحمر مهند كريمة الجماعات المسلحة إلى السماح للهلال الأحمر بدخول مناطق الاشتباكات لإجلاء العائلات العالقة مطالباً بممر أمن وتجنيب المدنيين القتال الدائر. وأكد كريمة، تمكن عناصر الهلال الأحمر من إخراج بعض العائلات العالقة من حي المثلث وحي الوحدة، وأن التنسيق جارٍ مع الأطراف لإخراج المزيد من العائلات. على صعيد آخر، حذر البنك الدولي في تقرير له من أن نسبة كبيرة من سكان ليبيا قد أصبحوا على شفا السقوط في براثن الفقر بفعل هبوط أسعار النفط، وتعطل إنتاجه والجمود السياسي والصراع الشامل الذي يعصف بالبلاد. وبين البنك أن تقريراً للأمم المتحدة ذهب إلى تقدير أنه بحلول منتصف عام 2016، كان ما يصل إلى 435 ألف شخص في ليبيا قد أصبحوا مشردين، ونحو 1.3 مليون يفتقرون للأمن الغذائي، وأكثر من ثلث السكان البالغ عددهم 6.3 مليون نسمة يحتاجون إلى شكل ما من المساعدات الإنسانية، أي نحو ( 2.4 ) مليون شخص. وأكد البنك أن معدلات البطالة المرتفعة لها دور في عدم الاستقرار السائد حالياً. وانتشلت فرق الهلال الأحمر الليبي 16 جثة لمهاجرين غير شرعيين بعد أن قذفتهم أمواج البحر على شواطئ مدينة زوارة. وكشف مصدر وثيق الاطلاع في مكتب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج انه سيطرح على مؤتمر لندن اليوم، سيناريو الاقتراض من البنك الدولي بضمان الأموال الليبية المجمدة في الخارج، وكذلك الأصول الليبية المنتشرة في دول عدة في العالم. (وكالات)