حذرت استشارية طب العائلة نائب رئيس جمعية السكري مريم إبراهيم الهاجري من النزلات المعوية التي تصيب العديد من المواطنين والمقيمين، خلال فترة عيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب الإسراف في تناول الحلويات والدهون واللحوم التي تعد الوجبات الرئيسية التي تجتمع عليها الأسرة أيام العيد من خلال الولائم التي تقام بهجةً بالعيد، وخصوصاً من لحم الأضاحي التي تقوم الأسر البحرينية بذبحها خلال أول أيام عيد الأضحى، أو خلال السفر وزيارة الأهل خلال هذه الفترة أثناء الإجازات. وأكدت الهاجري في تصريحات لـ»وكالة أنباء البحرين»، أن النزلات المعوية تزداد بنسبه قد تصل إلى 4 أضعاف أعدادها المعروفة خلال العيد، وخصوصاً لدى الأطفال، بالإضافة إلى البالغين من الرجال والنساء على حد سواء، مبينة أن العيد يأتي حالياً خلال فترة الصيف وارتفاع حرارة الجو والرطوبة والتي تعتبر من العوامل المهمة في الإصابة بالنزلات المعوية و«التلبك المعوي» والتي قد تؤدي أحياناً إلى التسمم، ونقل الأشخاص إلى المستشفى. وأشارت إلى أن الكثير من المستشفيات تستقبل حالات تسمم، بسبب عدم الالتزام بالشروط الصحية لحفظ اللحوم في الجو الحار الذي تمر به البحرين حالياً. وقالت إن الدراسات الحديثة بيّنت أن النزلات المعوية تصيب نحو 50 % من المسافرين خلال الصيف وارتفاع درجة الحرارة، وتعتبر من أهم الأمراض التي يجب التنبه إليها حالياً وذلك لارتفاع درجة الحرارة وكثرة السفر والتنقل خلال فترة العيد. وأوضحت أن نسبة الإصابة بالنزلات المعوية بين المسافرين تتأثر بوجهة السفر حيث تزداد نسبة الإصابة بها بين المسافرين إلى آسيا، وكذلك تتأثر نسبة الإصابة بالعمر وطريقة السفر فالمسافرون عبر البر أكثر عرضة للإصابة من المسافرين عبر الجو. ودعت الهاجري الجميع إلى أخذ الحيطة والحذر من الإصابة بالنزلات المعوية، وقالت إن هناك العديد من النصائح الوقائية العامة التي يجب مراعاتها ومنها الإكثار من شرب الماء والعصائر واعتياد الشرب قبل الشعور بالعطش، وفي حالة التعرق الشديد وفقدان كمية من السوائل يجب إضافة القليل من الملح بجانب شرب الماء أو تناول مشروب غني بالأملاح التي يحتاجها الجسم، وارتداء الملابس القطنية البيضاء أو ذات الألوان الفاتحة كونها تعكس حرارة الشمس وتبليل الرأس بالماء «خاصة الأطفال»، بين الحين والآخر، وهذا ما ينصح به الحجاج والمعتمرون عادةً خصوصاً أثناء الوجود في الجو الحار خلال أداء المناسك في الفترة الحالية، وكذلك غسل كامل الجسم ومراعاة أخذ حمام بارد أكثر من مرة في فترة الحر الشديد، وتناول وجبات خفيفة وتجنب ملء المعدة أو تناول وجبات دسمة وارتداء نظارة شمسية أثناء العمل أو السير أو قيادة السيارة فترة الظهيرة. وأكدت الهاجري أن الالتزام بالعادات الصحية السليمة مثل غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون قبل الأكل وبعده والاهتمام بنظافة الطعام من أهم أسباب الوقاية من هذا المرض، مشيرة إلى أن معظم الحالات التي تراجع المراكز الصحية تستجيب للعلاج البسيط والمتمثل في تعويض المفقود من السوائل والأملاح عن طريق الفم والوريد، وفي حالات نادرة قد تستخدم المضادات الحيوية، مؤكدة أنه وفي كل الحالات لابد من مراجعة المركز الصحي حتى يتسنى تشخيص الحالة بشكل جيد وعمل الفحوص اللازمة وإعطاء العلاج المناسب للحالة. وحذرت الهاجري من الإنهاك الحراري الذي يؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم والتعرض للحرارة العالية وعدم تعويض الجسم بالماء والأملاح المفقودة وعدم مقدرة الجسم على خفض الحرارة، مشيرة إلى أن عملية الإنهاك الحراري تبدأ وتتمثل في التعرق الشديد والشعور بالإرهاق وعدم التركيز والغثيان والعطش الشديد والتنفس السريع وعدم وضوح الرؤية، ويكون الجلد بارداً ومغطى بالعرق والحرارة نحو 38 درجة، وأحياناً أقل أو أكثر والنبض يكون سريعاً وضعيفاً والضغط منخفضاً أو طبيعياً. ونصحت بضرورة التقليل من الحركة والمجهود أثناء العمل في الجو الحار وشرب الماء بانتظام وقبل الشعور بالعطش والابتعاد عن الشمس والحرارة عند بداية الشعور بالأعراض المذكورة سابقاً. وأشارت اختصاصية طب العائلة إلى أنه من الأمراض التي تكثر في الصيف ضربة الشمس حيث يؤدي فقدان الجسم لمعظم السوائل وبسبب تأثير الحرارة على الدماغ والجهاز العصبي تتوقف إفرازات العرق مما يؤدي إلى الارتفاع المستمر في درجة حرارة الجسم وحدوث فشل في وظائف أجهزة الجسم. وتتمثل الأعراض بارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم يصل إلى 41 درجة مئوية أو أكثر، وضعف عام وعدم إدراك وعدم اتزان والقيام بتصرفات غير طبيعية، ويكون الجلد جافاً وأحمر وحاراً كالجلد المحروق، وقد يصاب بالتشنجات ثم فقدان الوعي وغيبوبة. وللوقاية ينصح بالإقلال من مستوى النشاط والمجهود في الحر الشديد وشرب الماء بانتظام وبكميات كبيرة. وقالت إن البكتيريا وسمومها والفيروسات والطفيليات من المسببات الرئيسية للإصابة بالنزلات المعوية، وتتراوح الأعراض بين الإسهال المتكرر مع القيء وآلام البطن والمغص وارتفاع درجة الحرارة. ويعد التحليل المجهري للبراز من العوامل الأساسية لتشخيص الحالة، وقد يحتاج المصاب بالنزلات المعوية لزراعة البراز في الحالات التي تستمر طويلاً أو التي لا تستجيب للعلاج. ودعت المواطنين إلى التوجه إلى المراكز الصحية في حالة الشعور بأعراض النزلة المعوية، مؤكدة أن المراكز الصحية المنتشرة في كافة محافظات المملكة مجهزة بالكوادر البشرية المتخصصة وبالأدوية الحديثة والتقنيات الفنية في المختبرات التي تستطيع اكتشاف الإصابة وتحديد نوع المرض والعلاج الخاص والناجح للقضاء على المرض بأسرع وقت.