×
محافظة المنطقة الشرقية

الطاير يفوز بجائزة «المساهمة المتميزة» وكهرباء دبي «أفضل فريق مالي»

صورة الخبر

عملت آمي باسياك على مدى ست سنوات في توزيع أشياء استخرجت من انقاض مركز التجارة العالمي في نيويورك، واليوم يوشك عملها على الانتهاء مع اقتراب الذكرى الـ 15 لهجمات 11 أيلول (سبتمبر). في 27 تموز (يوليو) الماضي، لم يكن قد تبقى في حوزتها سوى حفنة من القطع لتوزيعها على الراغبين في اقتنائها، من أفراد ومؤسسات، بعد سنـوات من الانهماك في هذه المهمة التي كانت تجذب المهتمين بجمع آثار من أحد أشهر الهجمات في التاريخ الحديث. وخلال السنوات الماضية وزعت آمي، الشابة الثلاثينية، ألفين و800 قطعة بإشراف السلطات ومالكي الموقع المنكوب. ولم يكن من القطع الموزعة ما يعود إلى الضحايا، بل كان منها على سبيل المثال سيارة شرطة أصيبت بأضرار، ونظارتان طارتا من متجر مجاور وحطت بين الأنقاض، إضافة إلى قطع حجرية من الركام. وعام 2009، قررت السلطات توزيع كل هذه الأشياء على جمعيات ومؤسسات تجعلها متاحة للجمهور، بغية الإبقاء على هذه الذكرى حية. وعملت آمي في متحف 11 أيلول حيث أشرفت على هذا البرنامج. وهي مجازة في التاريخ والفنون، وصاحبة خبرة في العمل في المعارض والمتاحف. وتقول: «كنت في الثانوية العامة في إحدى مدارس ميتشيغن حين وقعت الهجمات، ولم أكن قد ذهبت قبل ذلك إلى نيويورك». وليس لآمي أي رابط عاطفي شخصي بهذه الهجمات، فليس من عائلتها أي من الضحايا الذين سقطوا يومها، أو من عناصر الشرطة والإنقاذ الذين وقفوا على أنقاض واحدة من أكبر الكوارث التي حلت ببلدهم. حتى أنها لم تكن تعرف أصلاً أين يقع مركز التجارة العالمي. وكما يبدو، أتاح لها هذه الانفصال العاطفي عن الكارثة أن تدخل في تفاصيلها من دون أن تغرق في المشاعر القاسية. وعلى مدى أربع سنوات، كانت حياتها مخصصة لذكرى 11 أيلول، قبل أن توزع نشاطها بين هذا المشروع ومشاريع أخرى. وتقول: «أظن أنني صاحبة استقرار نفسي، وهذا ما جعلني قادرة على ضبط النفس والحفاظ على الهدوء». تمكنت آمي والسلطات المعنية بهذا البرنامج من تلبية طلبات لألف و567 هيئة وجمعية مختلفة، منها فرق إنقاذ ومدارس ووحدات شرطة وثكنات وبلديات في مختلف أرجاء الولايات المتحدة. بعد ذلك، اتسع نطاق الطلب على هذه القطع التذكارية ليطاول الصين وإيطاليا وألمانيا وكندا وغيرها. وكان تسليم كل قطعة مرفقاً بالكثير من المشاعر والتأثر، كما تروي آمي التي أوضحت: «غالباً ما كان طالبو القطع يعانقونني» وهم يتسلمونها. ومع مشارفة هذا المشروع على نهايته، تستعد آمي لترك نيويورك والعودة إلى ميتشيغن لتعمل هناك في جامعتها. وهي تعرب عن سعادتها لإتمام المهمة بتوزيع القطع الشاهدة على تلك الذكرى الأليمة على أكبر عدد من الأفراد والهيئات والمؤسسات المهتمة بإحياء ذكرى هجمات 11 أيلول وتكريم ضحاياها.