صحيفة وصف :توالت ردود أفعال أطراف من المعارضة على الاتفاق الروسي الأمريكي حول سوريا الذي تم بعد مفاوضات ماراثونية، استغرقت أكثر من 14 ساعة بين وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري. وتراوحت تصريحات المعارضين وقادة الفصائل المسلحة بين الترحيب المشروط بالاتفاق والتشكيك بقدرته على الصمود، والخيبة من بنوده . وكان كيري دعا خلال مؤتمره الصحفي مع لافروف عقب الإعلان عن التفاهم الجديد ما سماها المعارضة المعتدلة إلى فصل نفسها عن المجموعات الإرهابية، في حين اتهم لافروف بعض الأطراف بأنها تريد اختصار المعارضة السورية في مجموعات معينة. وأكد لافروف وجود جزء من المعارضة يرفض التنسيق والتعاون ويطلق تهديدات للمبعوثين الدوليين ما قد يهدد الاتفاق. الحكومة السورية أعلنت من جانبها عن موافقتها على اتفاق الهدنة الأمريكي-الروسي المزمع البدء بتطبيقه اعتبارا من يوم الاثنين ، فيما ردت المعارضة السورية بحذر على إعلان الاتفاق الذي يمكن أن يقود إلى تعاون عسكري غير مسبوق بين موسكو وواشنطن ضد تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين. أما المتحدثة باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة بسمة قضماني فاشترطت التزام الحكومة السورية بـمبادرة وقف القتال قبل أن تؤيدها الهيئة . وقالت قضماني لوكالة تاس الروسية: دون أدنى شك، يمكن إعلان الهدنة من جديد، وتستطيع المعارضة التأثير على الفصائل، التي وقعت على الاتفاق الأول لوقف إطلاق النار (في شباط الماضي)، لتنضم إلى هدنة جديدة. وأضافت : في المرحلة الأولى، نريد الاقتناع بأن النظام توقف عن استخدام سلاحه الجوي، ونود التصديق بأن روسيا سوف تستطيع ممارسة نفوذها لإجبار دمشق على الالتزام بالوقف التام لإطلاق النار. وشددت قضماني على أن العليا للمفاوضات، كانت ولا تزال تؤكد أن نظام وقف إطلاق النار يمكن تطبيقه بمشاركة جميع الفصائل المعارضة، لكنها عادت لتحمّل المسؤولية عن تنفيذ الخطة لروسيا، كطرف قادر على استخدام تأثيره لامتثال النظام بحسب تعبيرها. من جانبه، رحب مستشار العليا للمفاوضات يحيى العريضي، بالاتفاق، إلا أنه اعتبر أن الأهم من الاتفاق هو آليات تنفيذه على الأرض. وقال، وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: إننا نرحب بأي قرار يقضى بوقف عمليات القتل والتدمير التي تحدث في سوريا وإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة، مضيفاً: إن العبرة الأساسية هي الضغط على النظام لتنفيذ آليات هذا الاتفاق. في غضون ذلك، قيمت مجموعات من الجيش الحر فرص نجاح الخطة الروسية الأمريكية بـالمتواضعة، معربين عن تشككهم في التزام دمشق وموسكو بهذا الاتفاق. ونقلت وكالة رويترز للأنباء، عن قائد جماعة الفرقة الشمالية التابعة لـالجيش الحر فارس البيوش قوله: إن فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها، في حين أشار المتحدث العسكري باسم ميليشيا كتائب نور الدين الزنكي عبد السلام عبد الرزاق إلى أن الاتفاق المبرم سيمنح الجيش السوري فرصة إضافية لحشد قواته والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب. وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، مايك راتني، وجه دعوة إلى فصائل المعارضة المسلحة للالتزام بشروط الاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف الأعمال العدائية في سوريا. وقال راتني، في بلاغ نشرته الإدارة الأمريكية، السبت 10 سبتمبر/أيلول: نعتقد أن هذه الهدنة قد تكون أكثر فعالية من السابقة، والأمر الأكثر أهمية هو أننا نريد أن نتلقى من قبلكم تأكيداً لاستعدادكم للالتزام بالاتفاق. وشدد المسؤول الأمريكي على أن التعاون مع تنظيم جيهة النصرة (الذي غير مؤخرا اسمه لـجبهة فتح الشام) قد يسفر عن تبعات خطيرة جدا. لكن، مقابل ذلك؛ قال مصدر معارض مقرب من ميليشيا حركة أحرار الشام الإسلامية إن مناخ الاندماج الذي كان مقرراً مع جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مسلحة أخرى في الشمال السوري في جسم عسكري موحد بات معكراً في ظل التطورات الأخيرة وأن العملية علقت حتى إشعار آخر بما فيها المشاورات الجارية بشأنها وذلك على ضوء الاتفاق الروسي الأمريكي الجديد. (3)