عبدالله القواسمة (أبوظبي) يعيش نادي بني ياس حالة من الحيرة أمام مسألة التجديد مع الجناح الهولندي رويستون درينثي، الذي انتهى عقده رسمياً مع نهاية الموسم الماضي، وتكمن أسباب هذه الحيرة أولاً في المستوى الجيد الذي قدمه اللاعب، لكن حاجة السماوي الماسة إلى التعاقد مع قلب مدافع على مستو عالٍ، قد يدفع بشركة كرة القدم إلى غض النظر عن استمرار العلاقة مع (روي)، كون الأخير يتقن اللعب في الجانب الأيسر كجناح أو ظهير. وتدل جميع المؤشرات إلى أن درينثي في طريقه إلى الرحيل عن بني ياس، فيما تناهى إلى مسامع المتابعين تلقيه عرضاً من الدوري القطري، وهو العرض الذي لم يتم التأكد من صحته لغاية الآن، حيث اعتبره البعض بمثابة محاولة لتسليط الضوء على اللاعب في الوقت الحالي، والذي يشهد حراكاً نشطاً من قبل الأندية، سواء داخل الدولة أو خارجها، لتدعيم صفوفها قبل بدء تحضيراتها للموسم المقبل. ومع التوقعات الكبيرة بعدم التجديد مع درينثي فإن اللاعب سيدخل مجدداً نفقاً مظلماً آخر في حياته الرياضية، وهو البالغ من العمر 29 عاماً، فبعد أن كان حديث أوروبا والعالم عام 2007 عندما فاز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا على صعيد فئة الشباب، إثر المستويات الفنية اللافتة التي قدمها في بطولة أمم أوروبا تحت 21 عاماً، ها هو الآن وبعد مرور تسعة أعوام على هذا الإنجاز الفني الفريد يعاني من شح في العروض، الأمر الذي قد يضعه أمام قرار اعتزال كرة القدم إلى غير رجعة. وتعتبر مسيرة درينثي مع اللعبة إحدى المسيرات التي شهدت تقلبات حادة، ففي عام 2007 كان يعد أحد أكثر اللاعبين الذين تلقوا عروضاً مجزية من قبل الأندية الأوروبية، قبل أن يستقر به المقام مع نادي ريال مدريد الذي انتقل إلى صفوفه قادماً من نادي فينورد الهولندي، وبعدما خاض الملكي صراعاً شرساً مع نادي تشيلسي الإنجليزي آنذاك للحصول على خدمات اللاعب. وتوقع العالم لدرينثي أن يكون أحد أساطير مركز الجناح الأيسر الذي بزغ من خلاله في نهائيات أوروبا للشباب، لكنه صدم عشاقه وعشاق ريال مدريد بعدما قدم في المباريات الأولى التي خاضها بالدوري الإسباني عروضاً متواضعة لم تكن متوقعة، ليظل إثر ذلك حبيس الدكة فترة طويلة فيما كان يتم الاعتماد عليه في بعض المباريات، إلى أن جاءت حقبة المدرب البرتغالي مورنينيو الذي كان يحمل فكرة قاتمة عن اللاعب ليتخذ قراراً يقضي بالاستغناء عنه على سبيل الإعارة، بعد ثلاثة مواسم قضاها الأخير مع الملكي خاض خلالها 64 مباراة تخللها إحرازه أربعة أهداف فقط. غادر درينثي ريال مدريد (معاراً) إلى هيركوليس الإسباني، ثم فينورد الإنجليزي الذي كان يلعب في دوري أندية الدرجة الأولى، لتنتهي علاقته مع ريال مدريد رسمياً بانتهاء عقده في عام 2012، إذ اتجه بعدها إلى ألانيا الروسي موسم 2012-2013 ولعب مع الأخير 23 مباراة، ثم انتقل بعد ذلك إلى شيفيلد الإنجليزي ولعب معه 15 مباراة موسم 2014-2015، ثم نادي قيصري سبورت التركي الذي خاض معه تجربة متواضعة تخللها خوضه 11 مباراة فقط ليحط رحاله مطلع الموسم الماضي مع بني ياس. وصل درينثي بني ياس وهو يعاني من ضعف واضح في لياقته البدنية، الأمر الذي دعاه إلى خوض تحدي العودة إلى المستوى الفني الذي يضطلع به، فكان له ذلك بعد عدة أسابيع قصيرة كان خلالها ينكب على التدريبات الفردية الصباحية في مقر النادي والجماعية المسائية مع الفريق إلى أن نجح في حجز مكان أساسي مقدماً مستويات فنية أقنعت الجهاز الفني للسماوي وكذلك شركة كرة القدم. ويصعب التنبؤ بما ستحمله الأيام المقبلة لدرينثي الذي وصف تجربته مع بني ياس بالنجاح، ومن هنا كان يبدي رغبته العارمة في البقاء مع السماوي موسماً آخر، وهو الأمر الذي يبدو بعيد المنال، إذ ستحمل الأيام المقبلة على الأرجح قراراً يقضي بعدم التجديد معه ليعود ويدخل نفقاً آخر مظلماً في مسيرته الرياضية ليس من المعروف إلى أين سيمضي به.