جاء الحكم بسجن أم بريطانية إيرانية- مُحتجزة في إيران منذ أكثر من 150 يوماً- لمدة 5 سنوات ضربةً قوية لعائلتها ولجهود حكومة المملكة المتحدة لتطبيع علاقاتها مع إيران. وقال ريتشارد راتكليف أن زوجته نازانين زاغاري- راتكليف، الموظفة بمؤسسة تومسون رويترز، حكم عليها بالسجن الثلاثاء الماضي بسبب تهم ما تزال سرية بحسب تقرير لصحيفة "" البريطانية. اُعتُقِلت نازانين -37 عاماً- بتهمة التآمر لإسقاط النظام الإيراني، في مطار الإمام الخميني في 3 أبريل/نيسان الماضي حينما كانت تحاول العودة إلى بريطانيا بعد عطلة لزيارة أسرتها مع ابنتها غابرييلا. يعتني الجدان اللذان لا يتحدثان الإنجليزية إلا قليلاً بالطفلة الصغيرة التي احتفلت بعيد ميلادها الثاني في يونيو/تموز الماضي دون أمها أو أبيها في طهران. وقال راتكليف من هامبستيد بشمال غرب لندن أن زوجته أكدت تفاصيل الحكم الصادر ضدها في مكالمة هاتفية صباح الجمعة وقالت له أنها ستستأنف الحكم. كما نقل عنها قولها "لكني لا أعرف كم من الوقت سأستغرق، كم من الوقت سيستمر هذا الأمر". وأضاف أنها أخبرته أنها فضلت البقاء نائمة لتحلم بدلاً من "الاستيقاظ كل صباح وتذكر مكاني". وفقاً لوكالة أسوشيتد برس، قالت نازانين أنها تفتقد ابنتها، وتتساءل "هل تفهم ما معنى أن تكون أماً وتبقى بعيداً عن طفلتك كل هذا الوقت الطويل؟" صدرت عقوبة السجن لمدة خمس سنوات -يمكن أن تقضيها في سجن إيفين في طهران- على يد قاضي المحكمة الثورية سالافاتي. وطلبت عائلة نازانين ومحاميها الاستئناف ضد القرار. ولم يتم تحديد موعد للنظر في الطعن بعد. جاء الحكم بعد 24 ساعة فقط من قيام الحكومتين البريطانية والإيرانية بإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة للمرة الأولى منذ عام 2011. وأشاد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بتطوير العلاقات الدبلوماسية ووصفها بأنها لحظة مهمة. سيكون على نيكولاس هوبتون- السفير البريطاني المعين حديثاً- الآن المطالبة بإلغاء عقوبة نازانين في الاستئناف، أو على أقل تقدير المطالبة بإمكانية تواصل مسؤولي السفارة معها. ورفضت إيران -التي لا تعترف بازدواج الجنسية- حتى الآن تواصل أحد من القنصلية معها. يبدو توقيت الحكم صدفة غير طبيعية أو محاولة محسوبة من قبل القسم المتشدد بالمجتمع الإيراني لإظهار أنهم لا يكترثون بتحسين العلاقات مع المملكة المتحدة. وقال راتكليف أن الحكم كان "عقوبة بدون جريمة". وأضاف "بدا اعتقال نازانين والاتهامات المُوجهة وكأنهما -نازانين وغابرييلا- مُحتجزتان كورقة مساومة سياسية للسياسة الداخلية والدولية، حقيقة الحكم عليها بالسجن بتهم لا يمكن التعرف عليها، في اليوم التالي لعودة السفارة البريطانية يجعل كل هذا أكثر وضوحاً". وسرد المحادثة الهاتفية قائلاً "قلت لها أنها ليس لديها ما تعتذر عنه. رأسها سيكون دوماً عالياً. هي محبوبة جداً، ووقع أكثرمن 800,000 شخص على العريضة [للمطالبة بالإفراج عنها]، ولدي الآلاف من الرسائل لها لتقرأها يوماً ما". كما قال إن أقاربها سيزورونها في وقت لاحق يوم الجمعة. وفي المقابلات الأخيرة قال إن نازانين عانت خلال فترة وجودها في الحبس من فقدان خطير للوزن، وفقدت بعضاً من شعرها وأصبحت تقريباً غير قادرة على المشي. بينما عبرت مونيك فيلا -الرئيس التنفيذي لمؤسسة طومسون رويترز- عن غضبها واقتناعها ببراءة نازانين . وقالت كاثي فوس- مديرة حملة الأفراد المعرضين للخطر بمنظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة- "كما هو معروف تُصدر المحاكم الثورية الإيرانية أحكاماً بالسجن بعد محاكمات شديدة الظلم. بالنظر إلى جميع التقارير التي اطلعنا عليها، كانت حالة نازانين مهزلة مكتملة الأركان من جميع النواحي - بداية من الاعتقال السري الذي طال أمده، ثم هذه الاتهامات غير المدعومة من المسؤولين، وبلغت ذروتها هذا الأسبوع بالحكم المُفاجئ غير المتوقع". - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .