--> لم يوفر الوسط الفني الجديد حفرة هبوط إلا ونزل فيها وأنزل معه جماهيره الذين تعبوا (وقرفوا) من الصدور المشعرة والكلمات التي تُسلق مثل البيض الفاسد. وأخيرا يأتي راغب علامة في حديث تلفزيوني فيقول إن أحلام تغار من نانسي لأنها أجمل منها، وترد أحلام مخاطبة جمهورها: (وين عنزاته لراغب). ولا أستبعد أن يظهر غدا من يقول: (وين تيوسها لأحلام).!! أي أننا بصدد حظيرة يُهان فيها الناس من نجوم الغناء في الزمن الفني الرديء الذي يتبارى فيه بعض أهله على سفاهة الألفاظ وانحطاط المعاني المرسلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أيام زمان، والجيل الذي قبلي وجيلي يذكر ذلك، إذا ذُكر الفنان ذُكرت دماثة الأخلاق وحسن التعامل والتواضع وانتقاء الكلمات من قاموس (الرقي)، الذي تربى عليه هذا الفنان أو اكتسبه من محيطه العام، حتى أن المطربة أو المطرب، إذا تحدث، يؤاخذ على ارتفاع الصوت والضحكة وقلة حظه من مدرسة (الإتيكيت). وهناك من المطربين (حليم) والمطربات (فيروز) من يتعفف عن الإعلام ومقابلات التلفزيون، تجنبا لمطبات واحتمالات السقوط من عيون الجماهير المُحِبة. وإذا كنتم معي في أن الفنان ابن بيئته فإننا، بلا مراء أو تردد، نعيش في هذا الزمن، والدليل العنزات والتيوس، في بيئة رديئة لا تنتج إلا النجوم المظلمة والأسماء التي تُلتقط من الأرصفة وتُرسل، دون تنظيف، إلى المسارح والشاشات وآذان الناس التي تشوهت بالغناء الفاسد قبل أن تتشوه برسائل الذم والقدح والشتم التي يتبادلها هؤلاء (النجوم!!) مشفوعة بعدم احترامهم لأنفسهم وجماهيرهم. المجتمع الذي لم يعد قادرا على إنتاج كتابا محترما ورموزا تحترم الحياة لن يكون بمقدوره أن ينتج فنانا راقيا. وإن أنتجه فسيكون يتيما مثله مثل كل المثاليات اليتيمة في حياتنا أنى التفتنا في أصقاع المعمورة العربية البائسة هذه الأيام. @ma_alosaimi مقالات سابقة: محمد العصيمي : -->