الكويت: أحمد العيسى أكد رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح أهمية التمسك بالديمقراطية والحفاظ على الدستور باعتبارهما مصدر فخر لأبناء الكويت جميعا، مشددا على حرصه على عدم مخالفة الدستور مهما كانت الظروف، واحترامه لأداة الاستجواب باعتبارها ممارسة ديمقراطية، ورفضه لكل ما يخالف النصوص الدستورية. وجاءت تصريحات المبارك خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية أمس بمكتبه بقصر السيف، حيث أطلعهم على نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى الهند وما شاهده هناك من تطورات كبيرة خاصة في مجال التكنولوجيا يمكن الاستفادة منها في القطاعين الحكومي والخاص. وقال المبارك بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية إن «الكويت تنعم بالحرية والديمقراطية، وواجبنا التمسك بهذه النعم، مع أهمية وضع ضوابط للحرية للاحتكام إليها منعا للفوضى والاعتداء على صلاحيات الآخرين وإجبارهم على اتخاذ إجراءات وقرارات غير دقيقة». وأكد رئيس مجلس الوزراء احترامه لأداة الاستجواب باعتبارها ممارسة ديمقراطية ورفضه لكل ما يخالف النصوص الدستورية، داعيا أعضاء مجلس الأمة للحفاظ على الدستور الذي أوصلهم إلى قبة البرلمان، مع ضرورة التمسك بالديمقراطية والدستور وعدم مخالفة مواده ونصوصه. وحذر الشيخ جابر المبارك من تراجع الديمقراطية وانفلات الأمن في الكويت، بهدف التكسب السياسي. وقال تعليقا على موافقة البرلمان على طلبه شطب محاور الاستجواب الموجه له من النائب رياض العدساني منتصف الأسبوع بداعي عدم دستوريتها «كانت أمامي عدة خيارات، لكني اخترت المحافظة على الديمقراطية والدستور قدر الإمكان، رغم أن الحكومة لديها من يؤيدها باقتناع في مجلس الأمة لمواجهة الاستجواب». وحول الاستجواب الموجه من النائب رياض العدساني قال «إنني أحترم الاستجواب ووجهات النظر، ولكن أي شيء يوجد فيه شبه دستورية لا يمكن أن أقبله»، مؤكدا أن قيام مجلس الأمة بحذف بعض محاور الاستجواب غير الدستورية كان إيجابيا وصحيحا، داعيا إلى عدم تشويه الديمقراطية وتصحيح الممارسات السابقة. كما دعا أعضاء مجلس الأمة إلى حماية الدستور الذي كفل وصولهم إلى قبة البرلمان، مؤكدا في الوقت ذاته استعداد الحكومة للتعاون لتنفيذ ما يتفق عليه الجميع. وشدد رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك على ضرورة الاحتكام إلى حكم المحكمة الدستورية التي حددت مسؤوليات رئيس مجلس الوزراء، داعيا السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى تفسير مواد الدستور وأحكام المحكمة وتوعية المواطنين بها. وأعلن الشيخ جابر المبارك استعداده لصعود المنصة في حال لم تكن هناك ملاحظات دستورية على أي استجواب يوجه له، وزاد بالقول «أقسمت اليمين على حماية الدستور وصونه لذا من الواجب علي صعود المنصة وشرح الحقيقة لأهل الكويت بما ينسجم مع روح الديمقراطية والقوانين». وعن المطالبات النيابية بإجراء تعديل وزاري لاحتواء الأزمة السياسية الحالية بين الشيخ جابر المبارك أكد أنه «لا توجد لدي أي مشكلة في إجراء التغيير الوزاري إذا اقتضت مصلحة الوطن ذلك باعتبارها فوق كل شيء، وبالشكل الذي يضمن اختيار وزراء من ذوي الكفاءة وقادرين على تحمل المسؤولية وتلبية طموحات الشعب الكويتي». ورأى الشيخ جابر المبارك أن «المستهدف الحقيقي مما يجري حاليا على الساحة هو الديمقراطية في الكويت وليست حكومة جابر المبارك، وأنا أؤكد حرصي على التعاون مع برلمان قوي تعتمد عليه الحكومة في المراقبة والمساندة في أداء واجباتها». وردا على سؤال حول أهمية القمة العربية الأفريقية الثالثة التي تستضيفها الكويت الأسبوع المقبل أشاد رئيس مجلس الوزراء باستعدادات الأجهزة الأمنية في تأمين وإنجاح القمة، داعيا إلى استغلال هذا الحدث المهم الذي يشارك فيه نحو 62 دولة، ووجود الإعلاميين القادمين لتغطيته من خلال إبراز الديمقراطية التي تتمتع بها الكويت، وكذلك مساهماتها الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، كما أعلن عن تعطيل المؤسسات الحكومية يوم الثلاثاء المقبل بمناسبة انعقاد القمة العربية الأفريقية الثالثة نظرا للكم الهائل من الوفود المشاركة في مؤتمر القمة.