×
محافظة المدينة المنورة

الأرصاد: الحرارة بمكة 43 والمدينة 44 ومنى 40

صورة الخبر

هزت سورية، أمس، سلسلة تفجيرات تبناها تنظيم «داعش» وأسفرت عن سقوط 48 قتيلاً، في وقت فشلت موسكو وواشنطن في التوصل إلى اتفاق حول سورية، وذلك إثر لقاءات عدة على هامش قمة مجموعة الـ20 في الصين، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قال إن هناك «بعض التقارب في المواقف» مع الولايات المتحدة حول سورية، لافتاً إلى أن الطرفين قد يتوصلان إلى اتفاق قريب. ووقعت التفجيرات المتزامنة فيما لم تؤد محادثات الرئيسين الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق لوقف العنف في سورية، بعد تلك التي أجراها وزيرا خارجيتهما في هانغتشو الصينية، فيما عرضت تركيا إقامة «منطقة حظر جوي» على حدودها مع هذا البلد. وفي التفاصيل، استهدف تفجير بسيارة مفخخة، في وقت مبكر أمس، مدخل حي الزهراء في مدينة حمص الواقعة بمجملها تحت سيطرة الجيش السوري في وسط البلاد، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى. وبعد وقت قصير، لحقتها سلسلة تفجيرات في مناطق أخرى، كان لطرطوس الساحلية الحصة الأكبر فيها، إذ قتل 35 شخصاً وأصيب 43 آخرون، وفق حصيلة للإعلام الرسمي، جراء اعتداءين، الأول بسيارة مفخخة والثاني انتحاري فجر نفسه أثناء تجمع الناس لإسعاف المصابين، في منطقة قريبة من أحد مداخل مدينة طرطوس. وفي ريف دمشق، وعلى بعد نحو 20 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة، قتل شخص في تفجير استهدف منطقة الصبورة. ولم يتوقف الأمر على مناطق سيطرة قوات النظام، إذ استهدف تفجير خامس مدينة الحسكة، الواقعة بمعظمها تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، في شمال شرق البلاد. وأسفر تفجير الحسكة عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ستة من عناصر قوات الأمن الداخلي الكردي (الاسايش) ومدنيان، وفق الإعلام الرسمي. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن «التفجيرات استهدفت جميعها حواجز أمنية»، وإن ما حصل في حمص وطرطوس هو أن منفذي الاعتداءات لم يتمكنوا من التقدم أكثر بسبب حواجز التفتيش المشددة. وتبنى تنظيم «داعش» سلسلة التفجيرات وفق ما نقلت «وكالة أعماق» المرتبطة به. وكان التنظيم استهدف مراراً مدينة حمص، وحي الزهراء تحديداً، كمدينة الحسكة، إلا أن طرطوس، بقيت بمنأى عن النزاع الدامي في البلاد، فمن النادر ما تتعرض لتفجيرات من هذا النوع، وكانت استهدفت في مايو الماضي باعتداءات غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 48 شخصاً وتبناها تنظيم «داعش»، رغم أنه لا تواجد معلناً له في المحافظة. وفي هانغتشو الصينية، كانت الآمال معلقة على المحادثات الروسية - الأميركية على هامش قمة الـ20 لتحقيق اختراق، خصوصاً بعدما كانت واشنطن أعلنت عن اقتراب التوصل إلى اتفاق مع روسيا، قبل أن تعود لتؤكد فشل المساعي. وأعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية أن المحادثات بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، انتهت من دون التوصل إلى اتفاق تعاون حول سورية. وكان الوزيران التقيا لـ«ساعات طويلة» أمس أيضاً دون التمكن من تسوية خلافاتهما حول «نقاط حساسة»، كما أوضح كيري أول من أمس للصحافيين. وعقد بعد ذلك الرئيسان الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، لقاء غير رسمي استمر 90 دقيقة على هامش القمة. وأكد أوباما أن محادثاته مع بوتين حول سورية كانت «مثمرة»، في حين تحدث الرئيس الروسي عن «بعض التقارب في المواقف» مع واشنطن. وقال بوتين «أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح، ويمكن، على الأقل لفترة من الوقت، الموافقة على القيام بمحاولات نشطة لجعل الوضع في سورية افضل». وأشار بوتين إلى اعتقاده بأن اتفاقاً مع واشنطن يمكن تحقيقه في «الأيام المقبلة». وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيسين بحثا «جهود التوصل إلى اتفاق حول سورية لخفض العنف وتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتركيز (الحملة) على القاعدة - جبهة النصرة - وتنظيم داعش في سورية». وأكد أن الخلافات المتبقية «تقنية» وسيتم بحثها في الأيام المقبلة بين كيري ولافروف. وعلى هامش القمة ذاتها، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أروغان، أنه عرض على أوباما وبوتين إقامة «منطقة حظر جوي» في المنطقة التي طردت قواته منها بالتعاون مع فصائل معارضة، تنظيم «داعش» في شمال سورية. وفي إطار عمليتها العسكرية التي أطلقتها في 24 أغسطس معلنة أنها ضد المسلحين والمقاتلين الأكراد، نجحت تركيا والفصائل السورية المعارضة المدعومة من قبلها، أول من أمس، في طرد تنظيم «داعش» من آخر منطقة واقعة تحت سيطرته عند الحدود السورية. وفي إطار مساعيها لمكافحة المسلحين ولتخفيف حدة التوتر بين حليفيها، أرسلت واشنطن الأسبوع الماضي مبعوث الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، بريت ماكغورك، للقاء قياديين أكراد في سورية وأتراك في تركيا. وتأتي تلك الزيارة وسط حالة من التوتر مع العملية التركية في سورية التي وضعت واشنطن في موقف صعب بين أنقرة حليفتها التقليدية، والأكراد حلفائها في مكافحة المتطرفين على الأرض. وشهد الأسبوع الأخير من أغسطس معارك بين قوات تركيا ومقاتلين مدعومين من الأكراد. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن ماكغورك التقى في سورية قياديين في قوات سورية الديمقراطية، حيث «أكد على الدعم المتواصل» لها في حربها ضد تنظيم «داعش». وتدعم واشنطن قوات سورية الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف لفصائل عربية وكردية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها تركيا بـ«الإرهابية». وحث ماكغورك، وفق المتحدث، على «توحيد الجهود ووقف القتال بين كل الأطراف التي تقاتل تنظيم داعش في شمال سورية». وفي تركيا، عقد ماكغورك سلسلة لقاءات مع مسؤولين أتراك بحث خلالها «دعم الولايات المتحدة جهود تطهير المنطقة الحدودية مع تركيا من تنظيم داعش».