قالت وزارة الطيران المصرية أمس إن أجهزة البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة التابعة لها، التي تحطمت في مياه البحر المتوسط منتصف الشهر الماضي، التقطت إشارات من قاع البحر بمنطقة البحث عن حطام الطائرة يرجح أنها من أحد الصندوقين، معلنة أن سفينة فرنسية متخصصة سوف تنضم لفريق البحث خلال أسبوع لانتشالهما بعد تحديد مكانهما. وتحطمت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران في رحلتها رقم (804) القادمة من مطار شار ديغول في باريس إلى القاهرة، في 19 مايو (أيار) الماضي، وعلى متنها 66 شخصًا بينهم 30 مصريًا و15 فرنسيًا، إضافة إلى جنسيات متعددة أخرى. ولا تزال العمليات جارية للبحث عن دلائل تشير إلى أسباب الحادث، حيث تقوم القوات البحرية المصرية والفرنسية بجهود لانتشال حطام الطائرة ورفات بشرية من مياه البحر المتوسط، وتحديد مكان الصندوقين الأسودين. وأوضح مسؤول في الوزارة لـ«الشرق الأوسط»، رفض ذكر اسمه، أن «استخراج الصندوقين الأسودين يعد أمرًا حاسمًا ومهمًا في التحقيقات وتحديد المسؤولية عن الحادث، وتبرئة مصر للطيران»، لكنه استدرك قائلا إن «التحقيقات واستخلاص النتائج أيضًا ستستغرق شهورًا حتى في حال العثور عليهما»، نافيًا أي دلائل حتى الآن ترجح فرضية على أخرى في أسباب الحادث ومنها فرضية العمل الإرهابي. وتعاقدت الحكومة المصرية الأسبوع الماضي مع شركتين عالميتين إحداهما تتولى مهمة تحديد مكان سقوط الطائرة، والأخرى متخصصة في عمليات الانتشال للبحث عن الصندوقين الأسودين. وقال بيان لوزارة الطيران أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن أجهزة البحث الخاصة بالسفينة الفرنسية (la Place) التابعة للبحرية الفرنسية والتي تشارك في البحث عن صندوقي المعلومات الخاصين بالطائرة A320، التقطت إشارات من قاع البحر بمنطقة البحث عن حطام الطائرة يرجح أنها من أحد صندوقي المعلومات. وأضاف البيان أنه «جاري الآن تكثيف جهود البحث بالمنطقة لتحديد مكان الصندوقين تمهيدًا لانتشالهما بواسطة السفينة (JOHN LETHBRIDGE) التابعة لشركة DOS Deep Ocean Search التي سوف تنضم لفريق البحث خلال أسبوع.وكانت لجنة التحقيق في الحادث، والتي ترأسها مصر، قد أعلنت في وقت سابق عن ورود تقارير من الأقمار الصناعية بتلقي إشارة استغاثة إلكترونية تحدد موقعًا محتملاً لسقوط الطائرة رصدته الأقمار الصناعية، وبدأت الجهات المعنية بتكثيف البحث بتلك المنطقة. وقالت إنها تلقت بعض المعلومات الخاصة بالمراقبة الجوية اليونانية، وبدأت بدراستها وما زالت تنتظر المزيد من المعلومات المتعلقة بتسجيلات أجهزة الرادار التي تمكنت من متابعة مسار الطائرة قبل الحادث لمعرفة سبب سقوطها. ويعتقد أن الصندوقين الأسودين يقبعان على عمق يصل إلى ثلاثة آلاف متر تحت الماء أي على حافة نطاق استقبال الإشارات المنبعثة منهما. وتسابق عملية البحث الزمن من أجل العثور عليهما، إذ إن الذبذبات التي تساعد في تحديد موقعهما تتوقف عن العمل بعد نحو 30 يومًا من الحادث.