×
محافظة مكة المكرمة

حملات الحج المخفض بجدة والطائف تغلق مبكرًا.. ومسجلون من خارج المحافظتَيْن

صورة الخبر

نجح باحثون فى عمل خريطة إلكترونية لخطوط المواصلات العامة الرسمية وغير الرسمية فى العاصمة الكينية نيروبى، والتى يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 3.5 مليون شخص، ورغم أن المدينة ــ تعد من أكثر البلدان ازدحاما فى العالم ــ وبلا مواعيد ولا طرق محددة، لكن التطبيق الجديد أتاح لسكانها معرفة جميع التفاصيل الخاصة بوسائل النقل. الشروق حاورت أحد المشاركين الرئيسيين فى المشروع، وهى جاكلين كلوب، الباحثة فى مركز الأرض للتنمية الحضرية المستدامة ــ جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والتى أكدت أن فكرة المشروع البحثى Digital Matatus اعتمدت على جمع الباحثين المزودين بهواتف ذكية معلومات عن خطوط السير لكل وسائل النقل فى العاصمة نيروبى، ليتم تغطية أكثر من 3000 محطة، ثم تحويل المعلومات إلى خريطة ورقية، وأيضا تطبيق على الهواتف المحمولة. وأضافت كلوب، أنه لو تم تطبيق المشروع فى القاهرة سيقضى على الزحام وأزمة تلوث البيئة، ويساعد فى تطوير شبكة الطرق، كما أنه سيكون له تأثير جيد على الاقتصاد المصرى، مضيفة أنه يمكن للحكومة المصرية تنفيذه من خلال موظفى هيئة النقل العام الذين يمكنهم تنفيذ الخريطة وتحديث بياناتها باستمرار. وإلى نص الحوار: * فى البداية، حدثينا عن تفاصيل مشروع Digital Matatus؟ - اعتمدت الفكرة المشروع على جمع الباحثين المزودين بهواتف ذكية للمعلومات عن 120 خط سير للمينى باصات حول نيروبى، لنتمكن فى النهاية من تغطية أكثر من 3000 محطة أتوبيس، ثم حولنا هذه المعلومات إلى خريطة ورقية واسعة الاستخدام حاليا، واعتبر فى نظر بعض الخبراء نموذجا جيدا لدول أفريقية عديدة تعانى من مشاكل الازدحام والتلوث وعدم التخطيط. * ما المدة التى استغرقها المشروع حتى تنفيذه؟ - استغرق المشروع فى نيروبى ما يقرب من ثلاثة أعوام، وهذا بسبب أن هذا يعتمد على العديد من العوامل منها حجم المدينة والموارد المالية والبشرية المتاحة، فبدأنا فى إعداد الخريطة عام 2011 عن طريق جمع المعلومات ميدانيا وانتهينا فى يناير 2014، بعد أن استطعنا تسجيل 120 خط سير من أكثر من 135 خطا على الخريطة، وما ميز عملنا أنها المرة الأولى لتسجيل تلك البيانات عن خطوط السير هناك، وكان لمعمل البيانات المدنية بمعهد ماساشوستس بالولايات المتحدة دور فى التصميم البصرى الجميل لخريطة مواصلات نيروبى. * ما العقبات التى واجهتكم خلال تنفيذ المشروع؟ - واجهنا العديد من العقبات، لكننا نجحنا فى التغلب على كل التحديات الخاصة بالعمل البحثى عبر تسجيل مواقف وخطوط سير المواصلات، والذى تم بواسطة جامعة نيروبى، كما طورنا طريقة لتمييز مواقف المينى باصات غير الرسمية، وتطلب منا الكثير من الجهد أن نعدل البيانات حتى نصل إلى معايير مطابقة لمواصفات موقع جوجل العالمى، وتم هذا من خلال سارة وليامز من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ومن التحديات التى نواجها حاليا هو العمل المستمر على تحديث البيانات، ونأمل أن تؤدى الحكومة الكينية هذا الدور لتقديم خدمة أفضل. * هل المشروع النيروبى احتاج إلى دعم مالى ضخم؟ - المشروع حصل على دعم كبير فى البداية، لأننا أجرينا العديد من الأبحاث، حيث حصلنا على منحتين بقيمة 300 ألف دولار من مؤسسة روكفلر الخيرية، ومقرها نيويورك، ويمكن أن تقل التكلفة بالنسبة لبعض البلدان إذا كانت لديها موارد بشرية كافية، وهنا سيكفيها بعض التوجيه. * ما هى الاستفادة التى يمكن أن يحققها المشروع؟ - الطرفان مستفيدان، حيث يتمكن مستخدمو وسائل النقل العام من الحصول على المعلومات الكافية التى تمكنهم من الانتقال داخل المدينة بسهولة ويسر، وبالنسبة للمخططين فيمكنهم من تطوير شبكة المواصلات لتحسين الخدمة، إضافة إلى أن المشروع سيؤدى إلى تقليل الزحام ويقضى على التلوث. * كيف تفاعل المواطنون بنيروبى بعد حصولهم على الخرائط الإلكترونية مجانا؟ - حصلنا على ردود فعل ممتازة فى استطلاعات للرأى أجريناها على طلبة الجامعات هناك، الكل أبدى إعجابا بها، وحتى السائقين أعجبوا بالفكرة جدا، كما أن محافظ مدينة نيروبى وافق على الخريطة بشكل رسمى. * ما عدد مستخدمى خدمة الخرائط الإلكترونية فى نيروبى الآن؟ - الخدمة أصبحت متاحة بشكل مجانى على تطبيقات مختلفة للهواتف المحمولة، وليس لدينا أرقام محددة حول المستخدمين سواء للخرائط الورقية أو الالكترونية، ولكن هناك آلاف من التنزيلات للخريطة على موقعنا، كما أن هناك تعليقات جيدة من المستخدمين على الخدمة. * هل من السهل إدراج كل أنواع المواصلات العامة فى هذه الخريطة بالنسبة للقاهرة؟ - فى المشروع النيروبى نفذنا خريطة بها بعض البيانات عن خطوط السكك الحديد، على أساس محدودية هذا النوع من المواصلات هناك، وركزنا بشكل أكبر على خطوط وطرق الأتوبيسات، والقاهرة مدينة أكبر بكثير من نيروبى، ولديها شبكة مهمة لمترو الأنفاق، لكن لا أعتقد أن جميع خطوط الخاصة بالأتوبيسات تم حصرها فى خرائط. * هل من الأفضل أن تعد الحكومة المصرية هذا المشروع؟ - من المهم أن تعد الحكومة المصرية مشروعا، على اعتبار أنها المسئولة عن إدارة وتخطيط النقل والمواصلات، من أجل ضمان خدمة ذات جودة وكفاءة أفضل فى المواصلات العامة، إضافة إلى أن هيئة النقل العام لديها موظفون عدة يمكنهم إعداد المشروع وتحديث بياناته باستمرار. * ما نصائحك للشركات الخاصة التى تعمل حاليا على إعداد خريطة رقمية للقاهرة؟ - فى حالة تعذر الحكومة المصرية عن إتمام هذه الخدمة، يمكن أن يلعب القطاع الخاص دورا مهما فى هذا الشأن، من خلال جمع البيانات الضرورية لخطوط المواصلات، وتنفذها فى تطبيقات على الهواتف المحمولة ما يسهل على المواطنين استخدامها، واعتقد أن التحدى هنا أن هذه البيانات يجب أن تكون متاحة ومجانية لتشجيع المواطنين على استخدام المواصلات العامة بدلا من الخاصة، لكن القطاع الخاص سيسعى من أجل الربح إلى بيع الخرائط، والحصول على ثمن مقابل هذه الخدمة، لذا يجب على الحكومة المصرية أن تلعب دورا فى هذا الشأن لما لذلك من تأثير جيد على الاقتصاد والحياة فى المدن.