×
محافظة المنطقة الشرقية

الشؤون الاجتماعية تتجه لــ #الاستغناء_عن_دور_الأيتام_واللقطاء #السعودية

صورة الخبر

القاهرة: وليد عبد الرحمن في أول حادث استهداف من نوعه منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، لقي سائحان كوريان اثنان، وسائق مصري، وآخر مجهول الهوية، مصرعهم أمس، وأصيب 27 آخرون، إثر انفجار حافلة سياحية كانت تقلهم بمنفذ طابا المصري البري القريب من الحدود مع إسرائيل. ووسط توالي الإدانات الدولية، قالت السلطات المصرية، أمس، إن تحقيقاتها المبدئية أشارت إلى أن «الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة في الجزء الأمامي من الحافلة»، نافية أن يكون أي من المصابين نقل إلى داخل إسرائيل لتلقي العلاج. وشهدت شبه جزيرة سيناء أمس حالة من الاستنفار الأمني وعمليات تمشيط واسعة، عقب حادث تفجير الحافلة، وأكد مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية قامت بتفتيش السيارات القادمة من جنوب سيناء للبحث عن المسلحين الذين استهدفوا الحافلة، في حين انتشرت نقاط التفتيش والدوريات المتحركة على مداخل سيناء، وذلك بالتزامن مع قيام السلطات بتوقيف مشتبه في إعدادهم متفجرات لاستخدامها في الهجوم على مواقع في القاهرة. وحسب المصادر كانت الحافلة تقل 32 سائحا كوريًّا بقيادة السائق المصري، في طريقهم لقضاء إجازاتهم الأسبوعية بفنادق ومنتجعات مدن نويبع ودهب وشرم الشيخ في جنوب سيناء. وتضاربت الأنباء حول كيفية وقوع الانفجار في الحافلة، وقال مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط»، إن «عبوة ناسفة جرى وضعها داخل الحافلة أسفل مقعد السائق، وهو ما أدى إلى وقوع الانفجار في الجزء الأمامي من الحافلة»، في حين قال مسؤول محلي في جنوب سيناء لـ«الشرق الأوسط»، إن حادث تفجير الحافلة السياحية جاء نتيجة قصفها بقذيفة أمام «فندق سندس» بالقرب من منفذ طابا، بعد أن تعرضت الحافلة إلى إطلاق النيران من قبل عناصر ملثمة مجهولة. وقالت مصادر طبية إن 12 سيارة إسعاف انتقلت إلى موقع حادث انفجار الحافلة، وجرى نقل المصابين إلى مستشفيات طابا المركزي، ونويبع المركزي، وشرم الشيخ الدولي، لتلقي العلاج، وتولت النيابة التحقيق. وأوضح الدكتور أحمد كامل، المتحدث باسم وزارة الصحة، أنه «جرى التأكيد على توافر مخزون الدم والمستلزمات الطبية والأدوية اللازمة للتعامل مع الإصابات». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «جرى الدفع بطواقم طبية إضافية إلى مستشفى طابا المركزي لإسعاف المصابين». ونفت وزارات الصحة والسياحة والداخلية المصرية بشدة أن يكون جرى نقل أي من المصابين إلى داخل إسرائيل لتلقي العلاج، حسبما زعمت مواقع إسرائيلية. كما نفت أن يكون جرى السماح لسيارات الإسعاف الإسرائيلية بالدخول إلى الجانب المصري من المعبر لإغاثة المصابين. وذكرت وزارة الداخلية في بيان لها أنه في نحو الساعة الثانية من مساء أمس، وأثناء توقف إحدى الحافلات السياحية بموقف انتظار الحافلات بمنفذ طابا البري بجنوب سيناء انتظارا للمرور إلى الجانب الآخر، وعلى متنها عدد من السائحين يحملون الجنسية الكورية، حدث انفجار بالجزء الأمامي من الحافلة، أسفر عن وفاة أربعة. وأوضحت مصادر أن القتلى هم كوريان اثنان، والسائق (مصري الجنسية)، إضافة إلى العثور على أشلاء مجهولة الهوية، وإصابة 16 آخرين من مستقلي الحافلة، بعضهم إصابته بالغة. وأشار بيان وزارة الداخلية إلى أن الحافلة توقفت عدة مرات بالطريق أثناء رحلتها من القاهرة مرورا بمنطقة سانت كاترين، وتواصل الشرطة الفحص للوقوف على أبعاد وملابسات الواقعة. ولوحظ أمس نشر مواقع محسوبة على جماعة الإخوان إشادة بـاستهداف «السائحين الإسرائيليين في مصر»، عقب الحادث مباشرة، إلا أن مصادر مصرية أكدت بصورة مستقلة أن الحافلة لم تكن تقل أي سائح إسرائيلي. وفي أول رد فعل رسمي من السلطات المصرية، أدان الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، الحادث، معربا عن خالص تعازيه لأسر ضحايا الحادث. وأكد أن مثل هذه «العمليات الإرهابية» لن تنجح في العبث بأمن وأمان الوطن، كما أنها لن تثني المصريين عن استكمال خطواتهم الثابتة نحو المستقبل. من جانبه، قال مصدر دبلوماسي بالسفارة الكورية في القاهرة، إن «السفارة تتابع مع السلطات المصرية حادث الأتوبيس السياحي الذي استهدفه إرهابيون بمنفذ طابا، للوقوف على طبيعة الحادث وعدد المصابين والقتلى الذين يحملون الجنسية الكورية، ومعرفة كيفية نقلهم للمستشفيات، وذلك لإبلاغ ذويهم واتخاذ الإجراءات اللازمة». وأضاف المصدر أن المتابعة جارية مع الجهات المصرية المعنية لمعرفة أعداد الكوريين الذين استهدفوا أثناء الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم. وأجرى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اتصالا هاتفيا بنظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ سي، تقدم خلاله بخالص تعازي حكومة وشعب مصر «في ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم الذي تعرضت له الحافلة». وأعرب فهمي عن تمنياته بسرعة الشفاء للمصابين جراء الحادث. وتشهد شبه جزيرة سيناء منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي، أعمال عنف وتفجيرات، سقط خلالها عشرات القتلى ومئات الجرحى خاصة من رجال الجيش والشرطة والمدنيين، لكن الحادث يعد الأول الذي يستهدف سائحين بصورة مباشرة في عملية تفجير عقب عزل مرسي، وهو ما يهدد بضرب جهود إعادة السياحة الأجنبية إلى مصر. وتوالت أمس بيانات دولية تدين الحادث، وشجبت السفارة الأميركية لدى مصر الهجوم قائلة في بيان: «السفارة الأميركية تشجب بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له حافلة سياحية اليوم (أمس) في طابا»، و«ليس هناك أي مبرر أبدا لمثل هذا الهجوم الجبان». وتابع: «تتقدم السفارة بخالص العزاء لأسر الذين لقوا حتفهم وأصدقائهم، كما تأمل سرعة شفاء المصابين». من جانبها، أدانت السفارة الإيطالية لدى مصر الهجوم، وقالت في بيان إن «سفير وسفارة إيطاليا في مصر يدينان بشدة الحادث الإرهابي الخطير الذي وقع في طابا بجنوب سيناء، وراح ضحيته مواطنان كوريان ومصريان». وكثفت الدولة المصرية من إمكاناتها لتعود حركة السياحة إلى طبيعتها، التي تأثرت منذ تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة في عام 2011، وتفاقم الأمر بعد أن طالت الفوضى المدن السياحية بسبب مظاهرات أنصار الرئيس المعزول اليومية. وأدان حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، الحادث، مؤكدا أنه يستهدف الاقتصاد المصري. وأضاف أبو سعدة قائلا: «هذه العملية الإرهابية موجهة إلى الاقتصاد المصري، وبوجه خاص إلى قطاع السياحة والعاملين فيه، هذا شكل من الانتقام من المواطنين العاملين في هذا القطاع».