×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير عسير يرعى الحفل الختامي لمهرجان "محايل أدفا"

صورة الخبر

بيروت: «الشرق الأوسط» واصلت الكتائب العسكرية التابعة للمعارضة السورية تصديها لمحاولات القوات النظامية اقتحام مدينة يبرود، التي تعد آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان، في ظل استمرار حركة نزوح واسعة من المنطقة، في حين انسحب آخر عناصر المعارضة من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، المحاصر منذ ثمانية أشهر، تطبيقا لاتفاق أبرمته الفصائل الفلسطينية مع النظام السوري، تمهيدا لفك الحصار الخانق عن المخيم وإدخال المساعدات الغذائية. وتعرضت منطقة المشكونة في مدينة يبرود بالقلمون مجددا أمس لقصف نظامي عنيف، بالتزامن مع استمرار حركة نزوح عدد كبير من أهالي السحل وفليطة ويبرود إلى بلدة عرسال اللبنانية، التي لامس عدد العائلات الوافدة إليها خلال الأيام الخمسة الأخيرة ثلاثة آلاف عائلة. ويحاول النظام السوري اقتحام يبرود، بهدف قطع المعابر الواصلة بينها وبين بلدة عرسال اللبنانية، التي يقول إنها تشكل طرق إمداد عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية لمقاتلي المعارضة السورية. وتعد يبرود المدينة الأخيرة الخاضعة لسلطة المعارضة بعد سيطرة النظام على بلدات النبك وقارة ودير عطية والجراجير المجاورة. وأحصى المركز الإعلامي في القلمون مقتل 150 مقاتلا من القوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني في المعارك الدائرة في الأيام الأخيرة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بتعرض مناطق في مدينة يبرود، لقصف من القوات النظامية. وقال إن «مقاتلي (جبهة النصرة) والكتائب الإسلامية المقاتلة و(الدولة الإسلامية في العراق والشام)، استهدفوا آليات للقوات النظامية في القلمون، خلال اشتباكات بين الطرفين». وفي حين كان منتظرا أمس إدخال مساعدات غذائية إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة في ريف دمشق، انسحب أغلب مقاتلي المعارضة السورية من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يعاني من حصار خانق منذ ثمانية أشهر، تطبيقا لاتفاق أبرم مع الفصائل الفلسطينية. وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي لوكالة الصحافة الفرنسية أمس إن «أغلب المسلحين انسحبوا من المخيم». وأوضح أن «المسلحين الفلسطينيين انتشروا على أطراف المخيم لمنع دخول أي مسلح غريب ريثما تسوى أوضاعهم وتسلم أسلحتهم وفق مبادرة وقعوا عليها». ويقيم قرابة 20 ألف شخص في المخيم، وسط ظروف مأساوية منذ يونيو (حزيران) الماضي، أودت بحياة 88 شخصا ماتوا جوعا بسبب نقص المواد الغذائية. وأشار عبد الهادي إلى أن «وفدا شعبيا يضم أكثر من 50 شخصية على رأسهم ممثلو الفصائل الفلسطينية، جال في المخيم للتأكد من خلوه من المسلحين»، مرجحا أن «يكون المسلحون اتجهوا نحو منطقتي الحجر الأسود والتضامن»، المتاخمتين للمخيم. ومن المتوقع، وفق عبد الهادي، «استئناف إدخال المساعدات الإنسانية فور استكمال عمليات التحقق وعودة مؤسسات الدولة (السورية) إليه»، موضحا أنه «عند حدوث ذلك قد لا تكون هناك حاجة للمساعدات لأن الأهالي سيتمكنون حينها من التجول بحرية». وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونوروا) طالبت السبت بالسماح لها مجددا بدخول المخيم بعد أسبوع من تعليق عمليات توزيع المساعدات فيه، بناء على اتفاق أبرمته الفصائل الفلسطينية مع القيادة السورية نهاية العام الماضي. وفي حمص، نعى ناشطو المعارضة الهدنة الإنسانية المستمرة منذ يوم الجمعة الماضي التي سمحت بإجلاء أكثر من 1400 مدني من الأحياء القديمة المحاصرة، بعد اتفاق في جنيف بين طرفي الأزمة أشرفت عليه الأمم المتحدة. وتعرضت أحياء باب هود وباب التركمان والحميدية والصفصافة لقصف نظامي أمس، بعد توقف إدخال المساعدات الغذائية إلى داخل هذه الأحياء وكذلك عمليات إجلاء المدنيين. وأعقب سقوط الهدنة الإنسانية في حمص دعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس إلى «احترام القانون الإنساني الدولي». ودعا رئيسها بيتر مورير «الأطراف إلى ضمان ممر آمن لفرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري في كل الأوقات»، موضحا: «إننا لن نقدم خدماتنا إلا إذا كان هذا الإجلاء طوعيا». وأبدى مورير أسفه لأن «المفاوضات مع السلطات السورية وفصائل المعارضة لم تسفر عن التزام حازم بالمبادئ الأساسية للقوانين الإنسانية الدولية». وشدد على أن «كل من يقبض عليه بعد إجلائه يجب أن يعامل بإنسانية وأن يسمح له بالاتصال بأسرته في أي وقت»، وذلك غداة توقيف قوات الأمن السورية نحو 400 رجل بعد إجلائهم من أحياء حمص المحاصرة للتحقيق معهم لأنهم في سن القتال. وفي ريف حمص، أفاد المرصد السوري باشتباكات عنيفة بين مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة من جهة والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى، على أطراف قرية الزارة بريف مدينة تلكلخ وبلدة الحصن، وسط غارات للطيران الحربي وقصف من القوات النظامية، على المنطقتين. وكان الطيران السوري اخترق أمس الأجواء اللبنانية، وقصف بلدتي تلكلخ والزارة بالصواريخ، في موازاة غارة جوية استهدفت سيارة «جيب» تحمل رشاشا متوسطا بمنطقة العجرم في محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية. وفي حلب، دارت اشتباكات بين مقاتلي كتائب المعارضة والقوات النظامية على الأطراف الشمالية لقرية الشيخ نجار، وسط قصف بالبراميل المتفجرة، وقصف صاروخي على مناطق تمركز الكتائب المقاتلة، بالتزامن مع اشتباكات في أحياء حلب القديمة.