لا يزال صوت دريد لحام عالقاً في الذاكرة وهو يردد مع أفراد فرقته ساخرين من نشرات الأخبار العربية: «قصفت طائرات عدوة جنوب لبنان... فاستنكر» نسيت البقية، ثم يؤدي الجميع بحماسة الدبكة، تغيرت الطائرات وتغيرت مواقع القصف ولا يزال الضحايا عرباً. لا أعلم هل البراميل المتفجرة اختراع إيراني أم روسي؟ هو لا شك يسجل كمبيد بشري وحشي لا يرتفع صوت لتجريمه، الواقع المؤلم الذي لا يمكن لكلمات مهما كانت بليغة وصفه أن الشعب السوري وقع بين فكّي كماشة متوحشة، كل الأسلحة مسموح بها أو لا يمانع من استخدامها ما دام الضحايا سوريين. كان تغافل «المجتمع» الدولي عن استخدام الطائرات الحربية لقصف المدن والبلدات رسالة واضحة، بالعودة إلى ما حدث في العراق بعد تحرير الكويت منع صدام من استخدام الطائرات، حدد السماح للطيران بخطوط طول وعرض بمراقبة غربية دولية، هذا لم يحدث في الحرب السورية. كان الأمل بأن يكون الطريق الزمني إلى «الجنيفات»، جنيف1 وجنيف2 من محفزات إحلال السلام أقلها إيقاف القتل الجماعي الممنهج، الترويع والتهجير والخطف والابتزاز، بدلاً من ذلك تحول إلى مهلة يجري استغلالها، محفز أحمر للإبادة والفظاعات الوحشية، تبخرت أمامه كل الخطوط الحمر الأردوغانية والأوبامية. لا يعني الغرب ما يحدث في سورية ما دام محصوراً في حدودها وضحاياه شعبها، الأطراف الغربية توزعت الأدوار، ويبدو صوت فرنسا الأكثر تشدداً لا ينسى أنه أيضاً الأسرع انقلاباً، الحدود مع الدولة الصهيونية كانت ولا تزال في أفضل حالاتها، والإشارات الغربية إلى أن نظام الأسد أقل الخيارات سوءاً لم تضع أدنى الاعتبارات لمن بقي حياً من القصف ولمن هجّر في المخيمات بعيداً من وطنه، وهل يعود مع تغيير هويات أسرعت دمشق لوضعها أمراً واقعاً! أليس هناك خيار آخر ثالث للسوريين؟ هل تعبّر الأطراف المتصارعة بكل ألوانها المعجونة بالدم عن السوريين الكتلة الصامتة المسالمة حقيقة التعبير؟ هذه أسئلة لا تطرح! www.asuwayed.com