إسلام آباد: عمر فاروق أكد مسؤولون باكستانيون بارزون أن السعودية وباكستان تشهدان عهدا جديدا يواصل العلاقات الاستراتيجية الثابتة والمستمرة بين البلدين، لافتين إلى أن الحكومة الباكستانية تعطي ألوية لعلاقتها بالمملكة العربية السعودية. وقال برفيز رشيد وزير الإعلام الباكستاني لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، لباكستان، تمثل علامة بارزة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث إنها ستساهم في زيادة التعاون المشترك في مجالات الدفاع والتجارة والاقتصاد». وأضاف «تتوقع الحكومة الباكستانية ضخ مزيد من الاستثمارات السعودية في قطاع الطاقة في باكستان، وستساعد زيارة الأمير سلمان في زيادة أهمية الاستثمارات السعودية في حقل الطاقة الباكستاني». وأوضح الوزير أن كبار الوزراء في حكومة بلاده زاروا الأمير سلمان في مقر إقامته في العاصمة الباكستانية، أمس، حيث نوقشت سبل تعزيز التعاون التجاري والأمني بين باكستان والمملكة العربية السعودية. واطلع الأمير سلمان على مختلف القضايا ذات الصلة بالأوضاع المالية والأمنية في باكستان، بالإضافة إلى الوضع الأمني الإقليمي، وقال مسؤولون باكستانيون لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمير سلمان أبدى اهتماما كبيرا بمختلف القضايا التي تشغل دولة باكستان، كما أطلع وزير الخارجية (الذي يشغل أيضا منصب مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي)، سرتاج عزيز، الأمير سلمان على الوضع الأمني الإقليمي، وناقش المسؤولان خلال الاجتماع القضايا ذات الصلة». وأفادت وسائل الإعلام الباكستانية أن باكستان والمملكة العربية السعودية تبحثان سبل تعزيز العلاقات الدفاعية. وأشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن البلدين يبحثان الإنتاج المشترك للمقاتلة «جاي إف - 17 ثاندر»، التي تنتجها باكستان محليا بمساعدة صينية. ومن المتوقع أن يزور كبار القادة العسكريين الباكستانيين، من بينهم رئيس الأركان الجنرال رحيل شريف، ولي العهد السعودي اليوم، لاطلاعه على الوضع الأمني الإقليمي. وأضاف المسؤولون الباكستانيون في تصريحاتهم أن «مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية والأمن القومي، سرتاج عزيز، أطلع الأمير سلمان على جهود الوساطة التي تجريها الحكومة الباكستانية لجمع حركة طالبان في أفغانستان والحكومة الأفغانية على مائدة المفاوضات». وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» بأن الاهتمام الكبير الذي حظيت به زيارة ولي العهد السعودي لباكستان تظهر بشكل كبير أن الحكومة الباكستانية تعطي أولوية لعلاقتها بالمملكة العربية السعودية. أكد المسؤولون أن رئيس وزراء باكستان أبدى رغبة كبيرة في الارتفاع بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى آفاق جديدة. وفي إشارة إلى علاقات الأخوة القائمة بالفعل بين شعبي البلدين، أوضح مسؤول وزارة الخارجية الباكستاني مدى ترابط مصائر الدولتين ومدى قوة العلاقات القائمة على الثقة والتفاهم المتبادلين. وأكد المسؤول على الحاجة إلى تدشين، وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية القائمة في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بغية إضافة مزيد من الزخم للعلاقات الودية القائمة. ونقل مسؤولو الخارجية الباكستانية عن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، الدكتور نزار عبيد مدني، قوله إن «اختيار ولي العهد باكستان لتكون أولى محطات جولته الآسيوية يؤكد على الأهمية التي توليها المملكة العربية السعودية لعلاقاتها بدولة باكستان». وقد عبر دكتور مدني عن قناعته بأن العلاقات السعودية - الباكستانية تسير في «الاتجاه الصحيح»، مشيرا إلى الزيارات التي أجراها مسؤولون سعوديون رفيعو المستوى حديثا إلى باكستان، من بينهم وزير الخارجية ونائب وزير الدفاع ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. وأكد الدكتور مدني أن باكستان والمملكة العربية السعودية تربطهما روابط أخوة تضرب بجذورها في الثقافة المشتركة والعقيدة الإسلامية. وأضاف مدني أن المملكة العربية السعودية ترغب في تعزيز العلاقات مع باكستان، مشيرا إلى أنه جرى اطلاعه على ما يفيد بأن ولي العهد سيتبادل الآراء مع القيادة الباكستانية بشأن مختلف القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال الزيارة. وتتطابق وجهات نظر البلدين فيما يخص التحديات التي تحتاج إلى التعاون المشترك في معالجتها.