انتهت المحادثات بين الرئيسين الروسي والأوكراني أمس الاربعاء في مينسك بدون تحقيق تقدم ملموس حول انهاء النزاع في شرق اوكرانيا مع تقليل فلاديمير بوتين من اهمية اعتقال جنود روس في اوكرانيا. واجرى بيترو بوروشنكو وفلاديمير بوتين محادثات مغلقة لاكثر من ساعتين على هامش قمة اقليمية في عاصمة بيلاروسيا شارك فيها ايضا قادة من الاتحاد الاوروبي. وتحدث بوروشنكو عن محادثات "صعبة" وعن تحقيق "بعض النتائج" ولكن يبدو انها غير كافية من اجل وضع حد لنزاع دموي يستمر منذ اكثر من اربعة اشهر بين متمردين موالين لروسيا والقوات النظامية في شرق اوكرانيا. وقال الرئيس الروسي عقب الاجتماع الثنائي بين الرجلين "روسيا ستفعل كل شيء لعملية السلام إذا بدأت". كما قلل بوتين مع ذلك من أهمية احتجاجات كييف بعد اعتقال 10 جنود روس في الاراضي الاوكرانية وهو توغل اعتبرت موسكو انه حصل "عرضا". قال الرئيس الروسي "لم اتلق تقريرا من وزارة الدفاع. ولكن طبقا لما سمعته، فانهم يقومون بدوريات على الحدود وربما انتهوا في الاراضي الاوكرانية". واكد ايضا ان "عشرات" الجنود الاوكرانيين اجتازوا ايضا في الماضي الحدود ودخلوا الى روسيا. وقال ايضا "في المرة الاخيرة، اجتاز 450 شخصا الحدود" في اشارة الى جنود اوكرانيين لجأوا الى روسيا مطلع الشهر الماضي بعد ان نفدت منهم الذخيرة كما قالت كييف. ثم عادوا جميعا الى اوكرانيا. واضاف بوتين "لم يحصل ابدا اي مشكلة وآمل ان لا يحصل اي مشكل مع اوكرانيا هذه المرة". ومن ناحيته، طالب بوروشنكو ب"اعمال ملموسة" وتحدث عن "خارطة طريق" من اجل خطة سلام تهدف الى وضع حد للمواجهات التي اودت حتى الان بحياة اكثر من 2200 شخص خلال اربعة اشهر. واكد ان هذه الخطة مدعومة من كل الاطراف المشاركة في قمة مينسك "بدون استثناء". وقد تصافح بوتين وبوروشنكو الثلاثاء في مينسك قبل اجتماع حاسم مع الاتحاد الاوروبي في الوقت الذي يتصاعد فيه الوضع في شرق اوكرانيا الانفصالي. وقال الرئيس الاوكراني "ان مصير العالم واوروبا هو الذي سيتقرر خلال هذا اللقاء" وذلك في بداية هذه القمة التي تضم دول الاتحاد الجمركي (روسيا، بيلاروسيا، كازاخستان) وقادة أوروبيين. اعتراض مدرعات روسية ميدانيا دارت معارك على "جبهة جديدة" قرب الحدود الروسية في منطقة نوفوازوفسك الساحلية، جنوب معقل المتمردين في دونيتسك حيث اكدت السلطات الاوكرانية انها اعترضت قافلة من المدرعات القادمة من روسيا. وافاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية انهم شاهدوا دخانا كثيفا ينبعث من مدينة نوفوازوفسك المطلة على بحر ازوف والبالغ عدد سكانها 11 الف نسمة والخاضعة لحكومة كييف على مسافة 12 كلم من الحدود الروسية. الا ان الرئيس بوروشنكو اكد ان اوكرانيا "تريد احلال السلام في دونباس" منطقة الدون السفلى الغنية بالمعادن في شرق اوكرانيا حيث اوقعت المعارك اكثر من 2200 قتيل في اربعة اشهر. وفي لقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون اكد بوروشنكو ان اوكرانيا "تدفع غاليا جدا ثمن استقلالها". وبعد ان دعا مساء الى انتخابات تشريعية مبكرة في 26 اكتوبر المقبل اكد بوروشنكو ان البرلمان الحالي سيعتمد في سبتمبر المقبل اتفاق الشراكة الموقع مع الاتحاد الاوروبي. وكان قرار الحكومة الاوكرانية السابقة الموالية لروسيا تعليق هذا الاتفاق اثار موجة احتجاج غير مسبوقة موالية لاوروبا تسببت في سقوط العديد من القتلى في كييف وفي اسوأ ازمة بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. واعقب ذلك ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا وظهور حركة تمرد مسلحة موالية لروسيا في الشرق تقول كييف ان موسكو هي التي تدعمها وتسلحها. استجواب المظليين بثت كييف يوم أمس الأول استجوابات مصورة لمظليين روس اسروا في اوكرانيا مقدمة بذلك اول دليل مادي على تدخل قوات روسية نظامية في النزاع. واسر عشرة مظليين من الفرقة الروسية ال98 المحمولة جوا، التي تتمركز في روسيا الوسطى، مساء الاثنين بالقرب من بلدة جركالنيه الاوكرانية التي تبعد نحو 20 كلم عن الحدود. واكد مصدر عسكري روسي اعتقال هؤلاء المظليين موضحا انهم عبروا الحدود "عرضا". وفي شريط فيديو بثته كثيرا وسائل الاعلام يقول الكابورال ايفان ميلتشاكوف انه "مواطن روسي مولود عام 1995" موضحا "كنا نتقدم في طابور داخل الحقول وليس على الطريق. توقعت (اننا في اوكرانيا) عندما بدانا نتعرض للقصف". مظلي اخر يدعى ايفان رومانتسيف اوضح انه ظن في البداية انه يشارك في "مناورات" طلب منهم من اجلها تغطية لوحات ارقام عرباتهم بالطلاء الابيض. وقال "عندما فجروا عربتي المدرعة بدأت اشعر بالخوف. وفهمت عندها انها ليست مناورات" مضيفا "ادركت اننا هنا في الحرب بين اوكرانيا وروسيا". وتتهم كييف باستمرار روسيا بارسال عسكريين او مدرعات الى الاراضي الاوكرانية وبقصفها بمدفعيتها وبتقديم اسلحة الى المقاتلين الانفصاليين وهو الامر الذي نفته روسيا دائما. وندد البيت الابيض الاثنين ب"عمليات توغل" روسية في اوكرانيا معتبرا انها تشكل "تصعيدا خطيرا" وذلك عشية لقاء مينسك. من جانبهم اعلن المتمردون الموالون لروسيا شن هجوم مضاد جنوب معقلهم دونيتسك فيما يبدو وكانه محاولة لوضع الجيش الاوكراني بين فكي كماشة الا ان كييف اكدت انها صدت هذه الهجمات. وكان الانفصاليون عرضوا الاحد اسرى حرب اوكرانيين امام الجمهور في وسط دونيتسك، الامر الذي وصفته نائبة مديرة هيومن رايتس ووتش راشيل دنبر على تويتر بأنه "مذل ومهين" ويتعارض مع اتفاقات جنيف في حين لم تر فيه موسكو "اي اذلال".