قال المخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، إنه تقرر تقديم جميع عروض مسرح الدولة غدًا الاثنين مجانا للجمهور احتفالا بيوم المسرح المصري الذي يوافق سنويا ذكري حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف. وأضاف مختار، أن البيت الفني للمسرح كلف المخرج المسرحي عادل حسان، وهو من المصابين الناجين من الحادث، بكتابة كلمة يوم المسرح المصري لهذا العام، والمقرر إلقائها قبل بدء العروض المسرحية غدًا الاثنين في جميع المسارح بالقاهرة والمحافظات التي تشهد عروضا لفرق بيت المسرح، وجاءت الكلمة بعنوان تحترق أرواحنا كل يوم في جنات مسرح لا يعرف الزيف. وجاء نص الكلمة كالأتي: سريعا تمضي الأيام، يستدير الزمان، لتهل الذكري، التي لم تغب يوما عن البال، بل انها فيما يبدو أعادت ترسيم الكود الإبداعي، لفن المسرح المصري، الذي لم يعد يقبل إلا المخلصين الذين تحترق أرواحهم كل يوم من أجل ما يؤمنون به، ويعتقدون إنه دور الفن والفنان. في عام جديد بتقويم التضحية من أجل المسرح تتراجع التساؤلات المؤرقة، تخلي أماكنها تدريجيا لخطط عمل يفرزها واقع تتغير مشهديته، لم يعد فن الفرجة شهيدا يقاوم الإندثار، بل فاعلا يجتذب ضوءه فراشات الأحلام المستحيلة.. لم يعد التساؤل عن جدوى المسرح مطروحا، بل كيف نروي ذاك الظمأ المدهش لدي آلاف الشباب الذي لم يجد في كل منجز التقنية بديلا عن التلاحم الحي الذي يقدمه المسرح. ذلك الشباب الذي غير معادلات الوجود والكينونة والتنافسية، وأعاد خشبة المسرح إلي موقعها في صدارة المشهد المجتمعي تثويرا وتنويرا.. لم تذهب أرواح من ضحوا يوما في عشق المسرح بالحياة ذاتها بثمن قليل، بل كانت شعلة أضاءت الطريق الذي طالما تخبطنا بحثا عن مساراته الجديدة. واليوم ونحن نحتفل بيوم المسرح المصري، يبدو من الضروري أن نتكاتف لنعيد قراءة الواقع وكتالوج التعامل معه، أجاب الوطن وأجاب الجمهور عن تساؤل طالما أرقنا كمسرحيين.. هل يحتاج الوطن مسرحا؟ وماذا يعني المسرح للناس؟ وبات علينا تلقف الإجابات التي ارتسمت في ميادين الحلم بالتغيير، لنرسم بها ملامح مسرح مختلف، مسرح يستعيد الزمام، يخاطب القلوب والعقول ليؤثر فيها قدر ما تأثر بها، ملامح مسرح غير مشغول بشكل الخشبة أو مهموم بالحائط الرابع فلا حوائط بعد اليوم بين المسرح والناس. في الخامس من سبتمبر من كل عام يقف المسرحيون وعشاق فن الفرجة، والمؤمنون بقيم الخير والجمال دقيقة حدادا على أرواح ضاقت الأجساد عن أحلامها فحلقت في سماء الإبداع خالدة بلا انتهاء، ويقفون دقائق عديدة ليعلنوا قبول التحدي، والاستمرار في درب المواجهة، مواجهة ظلامية الفكر وضيق الأفق، والاستبداد العقلي والإبداعي، والمساهمة الفعالة في صناعة غد أرقى وأجمل، ووطن يشبه الحلم، يحتضن أيامنا وأحلامنا، جيلا تلو الآخر، كما يليق بأرض أحتضنت فجر الضمير الإنساني وعلمت الدنيا آسمى القيم وأنبل السلوكيات.. وكل عام وأنتم... بمسرح.