عانى الأهلي في بداية الدوري .. عانى في المستوى وعانى في النتيجة فانقسم البعض حوله إلى فئتين، فئة ألقت باللائمة على مدربه وأخرى تجاوزت المدرب إلى حيث الادارة واللاعب وإلى حظ عاثر لايزال كما عرفناه حاضرا مع أي حضور لهذا الفريق العتيق. ـ وبصرف النظر عن رأي الأولى وقناعات الثانية اللافت الذي يجب أن يذكر هو ذاك المعني بروح اللاعب الأهلاوي وحماسه فهذا في تصوري هو الدور المهم الذي غاب في بدايات الدوري وما أن عاد بدأ الأهلي به ومن خلاله في تقديم المستويات العالية والنتائج الرائعة ولعل الذي رأيناه في آخر مواجهتين أمام الرائد في بريدة وأمام الفتح في جدة لهو خير دليل على أن روح اللاعب وحماسته وإصراره ورغبته في تحقيق الفوز والانتصار تعد العوامل التي تتفوق على خطة المدرب وتكتيكه. ـ هذا التحول المعنوي والحماسي الذي بات هو العنوان للفريق الأهلاوي مهما اتفقنا عليه إلا أننا في المقابل نبقى في دائرة السؤال الكبير، لماذا يغيب هذا الحماس في البداية ولا يحضر إلا عندما تطير الطيور بأرزقها؟ ـ سنوات ونفس المشهد يتكرر .. البداية متعثرة والنهاية قوية وهي بلا أدنى شك معادلة مقلوبة حيث يفترض أن تكون البدايات قوية والنهايات أقوى حتى يضمن الأهلي فرصته الكاملة في تحقيق لقب الدوري والظفر به أما الاستمرار على منوال هذه الوضعية فلا أعتقد أن هذا هو المطلب ولا بغاية الهدف المنشود. ـ قائمة الأهلي زاخرة بالأسماء الجيدة لكن الغائب الذي يجب أن يحضر هو ثقافة الحماس الدائم وقتل المزاجية التي ظلت قائمة لسنوات وهذه من اختصاصات الادارة التي يجب أن توليها جل الاهتمام. ـ عموما أقنعني أداء الأهلي مؤخرا .. أقنعني التجانس والجماعية والإصرار ورغبة الجميع في تحقيق الانتصارات، كما أقنعني المحترف البرازيلي إيريك أوليفيرا الذي بات يحاضر بمهارته وتمريراته القاتلة في وسط الميدان فهذا المحترف يمثل قوة إضافية فاز بها الأهلي وحتماً سيكون لها أكبر الأثر في القادم من الأيام .. المهم أولاً هو تفعيل خط الهجوم بشكل أفضل من الذي نراه اليوم. ـ مهما نجحوا في تغييب الجمهور إلا أنهم لن يتمكنوا في تغييب تميز الأهلي وتألقه إذا ما أراد لاعبوه ذلك. ـ فوز الأهلي على الفتح وبرباعية مع الرأفة يمثل رسالة واضحة المعالم لكل من يقول دورينا في السنوات الأخيرة قوي. ـ فهاهو البطل المتوج الموسم الماضي قاب قوسين أو أدنى من الهبوط فأي قوة تلك التي يقولون عنها. ـ في الماضي القريب كانت الصافرة التي تحتسب ضربات الجزاء الخاطئة قليلة، أما في زمن لجنة الحكام ورئيسها عمر المهنا فتلك الضربات الجزائية الخاطئة باتت تحتسب بالجملة. ـ كان الله في عونك يا فارس الدهناء .. كان الله في عون هذا الفريق الشرقاوي الكبير الذي تحول مع إدارته الحالية إلى أضعف من الضعف. ـ من ينقذ هذا الفارس من العبث؟ ـ لا نعلم لكننا نتمنى أن يأتي القادم القريب بما يسر أنصاره وعشاقه ومحبيه... وسلامتكم.