تبحث في أرشيف ذاكرتك عن حي الأصالة في جدة غير أن خيوط بحثك تتوقف دون أن تعثر على موقع هذا الحي والذي يعتبره سكانه من المواقع المنسية ـ على حد قولهم ـ. وأجمع عدد من سكان الحي على أن عجلة التطوير توقفت عن شوارع الأصالة منذ نحو 20 عاما وهو يفتقر لأبسط الخدمات. في البداية أوضح بدر زغابة، أن الحي لا توجد له مداخل أو مخارج من الطرق السريعة، بل عليك عند محاولة الدخول للحي الذهاب إلى محطة الرحيلي ومن ثم الدوران والعودة في نفس الطريق حتى تتمكن من دخوله، أو العبور أسفل الجسر المؤدي إلى أبحر الشمالية أو شق طريق يصل مسافته لنحو 10 دقائق. وأضاف بقوله «أما الوصول إلى الأحياء المجاورة فلا تقل مخاطرة عن دخول الحي، موضحا أن الحي من المواقع المنسية فالخدمات لاتصله كاملة بالرغم من قدمه، وحتى لا توجد لوحات إرشادية تدل على أن هذا الحي هو الأصالة لتتمكن من التوصل إليه. واستطرد قائلا: عندما كنا نشتكي الإهمال في الحي يخبرنا بعض المسؤولون في الأمانة أن الحي معرض للإزالة بسبب المشاريع الجديدة كالقطار والأستاد الرياضي، وأن ملف الحي معلق حتى إشعار آخر، ولكن تغير الحال بعد بناء الأستاد الرياضي حيث أخبرونا بأن الحي ليس عرضة للإزالة في الوقت الحالي، وتم عمل بعض الخدمات في الحي، ومازال الحي متأخرا كثيرا عن نظرائه من الأحياء الأخرى في الحصول على خدمات التعليم والصحة، فلا مدرسة في الحي باستثناء مدرسة وحيدة للبنات، أما الأولاد فلا توجد لهم مدرسة ويذهبون كل يوم للأحياء المجاورة لتلقي تعليمهم، كما أنه لا يوجد مستوصف صحي في الحي، ولا مسجد جامع يصلي فيه الأهالي صلاة الجمعة. من ناحيته أوضح عبد الله عباس جار أن حي الأصالة لا توجد فيه إنارة ويسيطر عليه الظلام الحالك في الليل، ما يعرضه للخطر، حتى الماء نشتريه ولا نعتمد على مصلحة المياه التي تعبنا من رفع الشكاوى لها ومطالبتنا بإيصال المياه للحي أسوة بسكان جدة، إلا أن المطالبات لم تجد نفعا. وأضاف، شوارع الحي تعيش على الأسفلت القديم منذ تأسيسه قبل 20 سنة. من جانبه وصف عبد الله شلبي الوضع الحالي في الأصالة بأنه مزر ويدعو للقلق، وقد أرهق سكان الحي بالمطالبات والجري للجهات المسؤولة من أجل تأمين الخدمات، فالسيارات الخربة تقف في الحي منذ سنوات طويلة، وبقايا البناء مرمية في الشوارع. وأضاف أن لديه ملف باحتياجات أهل الحي والمشكلات التي يعاني منها ورغم الوعود إلا أن الحي يظل منسيا حتى الآن. ويتساءل الأهالي عن احتمالية هدم منازلهم وتعويضهم، لأنهم أنفقوا تحويشات عمرهم في بناء تلك المساكن . وعن حال النظافة يتحدث شلبي بقوله إن الحي عبارة عن مرمى نفايات كبير. من جانبه أوضح خالد العمري أن مجرى السيل بات مستودعا مخيفا للأوبئة، فضلا عن الروائح الكريهة، التي تتسرب إلى المباني المجاورة، خصوصا أن هذا المجرى، شديد القرب من المناطق السكنية. وتساءل مستغربا، هل يليق بالحي أن يكون مجرى السيل في وسطه، ورائحة المجرى تنبعث إلى كل ركن في البيوت المطلة على المجرى. وحذر العمري، من انتقال وباء حمى الضنك داعيا الجهات المختصة إلى تلافي الكارثة البيئية المحتملة التي باتت تشكل هاجسا للأهالي. وأضاف أن الأمطار الكثيفة التي شهدتها جدة في الأعوام السابقة كانت تخفف من غلواء الروائح لكن الشح في هذا العام زاد من وطأتها. وتساءل إلى متى يستمر مسلسل إهمال بعض الأحياء والمخططات وإلى متى تستمر البلديات في سباتها ولا تؤدي دورها. وقال عايض بلقاسم القرني إن حي الأصالة يفتقر للنظافة وأن شوارعه مظلمة والأسفلت متهالك وقديم جدا، كما أن العملة المخالفة تنتشر في شوارع الحي وتسرق الحديد والأسلاك من بعض الفلل، مؤكدا أن الدرويات الأمنية تتواجد بصفة مستمرة في الحي. من ناحيته أوضح الناطق الإعلامي بشرطة محافظة جدة الملازم أول نواف البوق أن الدوريات الأمنية تتواجد بشكل كبير في محافظة جدة جميعا، وليس هناك تفريق بين حي وآخر وأن حي الأصالة من الأحياء البعيدة التي يتم تكثيف الدوريات الأمنية فيها، وقد تم القبض على مخالفين فيه من عمالة مجهولة الهوية وتحويلهم للجهات المختصة، وتم مراقبة الحي من ناحية السرقات بعد تلقي بلاغات من الأهالي وتم عمل اللازم بحقهم.