×
محافظة الرياض

الأخضر يصل «سوبانغ جاي» استعداداً لموقعة الثلاثاء

صورة الخبر

يُفترض في الإعلان الناجح أن يكون جاذباً للأنظار. هذا الأمر حققه، كما يبدو، إعلان نشره أخيراً مجلس بلدي في لندن، لكن قياس مدى هذا النجاح على المدى الطويل يتطلّب بالطبع بعض الوقت لدرس مدى تهافت الناس على طلب البضاعة التي يُروّج لها. وهنا تكمن الإشكالية. إذ أن نجاح الإعلان، وفق منتقديه، يمكن أن يؤدّي إلى نتيجة معاكسة لما كانت تأمل منه الجهة المعلنة، وهي هنا بالمناسبة جهة رسمية لا تهدف إلى الربح، كما الشركات الخاصة، بل إلى التوعية. لا يتضمّن الإعلان المنشور في الأماكن العامة ومحطات النقل في بلدية دائرة كينغستون (جنوب غربي لندن) أي صورة، بل كلمات فقط. يقول: «قضيتِ الليل في (ضاحية) كلابهام لكنك نسيتِ الحبة في كينغستون، ربما هذا هو الوقت كي تفكّري في اللولب». والمقصود هنا بالطبع الترويج لحملة بلدية كينغستون الملكية والمعروفة باسم «إحصلي عليه، نسيتِه» والهادفة إلى تشجيع الإناث على اللجوء إلى استخدام وسيلة اللولب لمنع الحمل، وذلك في إطار سياسة مكافحة انتشار الحمل غير المخطط له لا سيما بين القاصرات. وإذا كـــان الإشراف على التوعية الجنسيـــة جـــزءاً من مهــــمات المجـــالس البلديــــة الُمنتخبة، فــإن منتقـــدي الحملة الإعلانيـــة سارعوا إلى الإشارة إلى إن بلــديــة كينغستون أخطأت في هدفها هذا، إذ إن اللولب قد يمنع الحمل فعلاً لكنه لا يمنع انتشار الأمـــراض الجنسية المُعدية، وهو أمر تغافل الإعلان عــــن التحذير منه. كما أن الإعلان، وفق منتقديه، يمكـــن أن يشجّع الفتيات على ممارسة الجنس مع أكثـــر مـــن رجــل مـــن دون خشيــــة عواقب ذلك، بـدل أن يشــجعهن على إقامة علاقات عاطفية طبيعية. وقالت ماري كلارك، وهي عضوة مستقلة في المجلس البلدي لكينغستون الذي يسيّطر عليه حزب المحافظين الحاكم: «إنني متفتحة جداً، لكنني أرى هذه الحملة مثيرة للاشمئزاز. اللوحات الإعلانية لا يجب أن يكون لها مكان في الشارع العام بنيو مولدن (إحدى المناطق الرئيسة في دائرة كينغستون). رسالتها متضاربة كلياً». لكن ناطقـــاً باسم المجلس البلدي رفض الانتقادات المـــوجّهة إلى هذه الحملة الإعلانية «التـــوعوية»، قائلاً: «لقد حققت (بلدية) كينغستون تقدماً ممـــازاً في خفـــض نسبة الحمـــل بين المراهقات، وهي تحتل المـــرتبة الثانية الأكثر انخفاضاً في لندن في نسبة الإجـهاض. لقد وضع الأطباء في عيادات كينغستون أكثر من 700 لولب (للنساء) خلال الشهور الـ 12 الماضية». وتابع أن الحملة الإعلانية الحالية هي «حملة توعية صحية مسؤولة» و«هدفها البناء على هذا النجاح من خلال رسالة مثيرة للتفكير». وبغض النظر عن الجدل الطبي بين مؤيدي اللولب ومعارضيه كوسيلة للحدّ من الحمل غير المرغوب، إلا أن الطرفـــين تجاهلا، كما يبدو، قضية صواب أو خطــأ نشـر مثـــل هـــذه الإعلانات للتوعية الجنسية فـــي أمـــاكن عامة يرتادها صغار السن ومراهقون، لا سيما أولئك الذين لم ينضجوا جنسياً بعد والذين يمكن أن يدفعهم فضولهم إلى السعي إلى الاستعلام أكثر عن هذه الوسيلة التي يروّج لها المجلس البلدي. ويرجّح أن عدم نشر صورة تترافق مع العبارة الواردة في إعلان بلدية كينغستون هدف إلى تلافي حصول ردّ فعل شعبي سلبي، كما يحصل بين الفينة والأخرى في الإعلانات «المثيرة جنسياً» التي تنشرها شركات خاصة تروّج لبضائعها، والتي غالباً ما تثير اعتراضاً لدى الملتزمين دينياً. لكن الاعتراضات لا تؤدّي دائماً إلى النتيجة التي يتوخاها المعترضون، بل يمكن أن تساهم في إثارة ضجة تعطي الإعلان رواجاً ربما لم يكن ليتحقق من دونها، كما حصل مع يهود منطقة ستامفورد هيل (شمال لندن) التي تقطنها جالية يهودية كبيرة. فقد رفع يهود أصوليون (أرثوذكس) من هذه المنطـــقة شكوى ضـــــد حملة إعلانية لشركة «كالفيـــن كلاين» للملابس بسبب نشرها إعلاناً يتضمّن صوراً لفتاة بملابسها الداخلية على باصات تمر في ستامفورد هيل. واشتكوا من الإعلان الذي أُطلق عليه اسم «البهجة العارية» قائلين إنه يثير إمتعاض سكان المنطقة لأنه يجبرهم على رؤية فتاة بملابسها الداخلية، وهو أمر ممنوع وفق تعاليمهم الدينية. ووصف المعترضون أيضاً الإعلان بأنه «غير مسؤول»، مشيرين إلى أن لصقه على جنبات باصات النقل العام يعني أن الأطفال يمكن أن يشاهدوه. لكن سلطة الإشراف على المعايير الإعلانية (هيئة تراجع الشكاوى من الإعلانات) رفضت شكوى اليهود. وعلى رغم إقرارها بأن إعلان «كالفين كلاين» يتضمّن مشاهد جنسية «خفيفة»، ويمكن أن يثير اعتراضاً لدى أولئك الذين يحملون «آراء دينية قوية»، اعتبرت إن ذلك لا يعني وجود «مانع اجتماعي» يحول دون نشر صور الفتاة بملابسها الداخلية على باصات النقل العام في لندن.