في أول ردة فعل لفشل مفاوضات السلام بين ممثلي النظام السوري والمعارضة "جنيف 2"، وجه مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي اعتذارا للشعب السوري جراء عدم التمكن من تحقيق الآمال التي عقدها على مفاوضات "جنيف2"، مضيفا "أنا آسف .. وأتمنى أن يتوصل طرفا المفاوضات إلى قرار حول طريقة أفضل للتفاوض". وفيما وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الاجتماعات بـ"الإخفاق الكبير"، محملا نظام سورية مسؤولية الوصول إلى هذا المأزق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده تدين موقف بشار الأسد الذي عرقل أي تقدم للتسوية. وشهدت المفاوضات تعثرا بسبب تمسك الحكومة السورية بمناقشة مكافحة الإرهاب، في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن 140 ألف شخص قتلوا في الثورة السورية منذ اندلاعها، بينهم أكثر من 7 آلاف طفل و5 آلاف امرأة، وأن الفترة التي أعقبت محادثات السلام كانت أكثر الفترات دموية. اختتم الوسيط الدولي للسلام في سورية الأخضر الإبراهيمي أمس الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف2" بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية بدون أي نتائج. وكانت مفاوضات الجولة الثانية قد شهدت تعثرا بسبب تمسك الحكومة السورية بمناقشة مكافحة الإرهاب قبل الانتقال إلى مناقشة أي قضية أخرى، رغم أن الإرهاب لم يرد ذكره في بيان "جنيف 1" الذي من المفترض أن تشكل توصياته قاعدة لمؤتمر "جنيف 2". كما رفض الوفد الحكومي السوري مناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالية كما نص بيان "جنيف 1" رغم أن المعارضة قدمت وثيقة وورقة عمل مفصلة لتشكيل تلك الهيئة وصلاحيتها والخطوات التفصيلية التي ستتبعها لإعادة الأمن للشعب السوري وبناء مؤسسات الدولة وإصلاح الجيش. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي عقده أمس إنه اتخذ قرارا بعدم تحديد موعد جولة مفاوضات ثالثة لحين تفكير طرفي التفاوض ما إذا كانا يريدان الخوض فعلا في مفاوضات تنهي مـأساة الشعب السوري وتحمل مسؤولياتهم. وأضاف أن الوفد الحكومي يرفض كل المقترحات، حيث رفض أوراق العمل التي قدمتها المعارضة للخروج من هذه الأزمة، وتمسك بمناقشة مكافحة الإرهاب، مضيفًا أنه اقترح تخصيص يوم لمناقشة مكافحة الإهاب، وآخر لمناقشة هيئة الحكم الانتقالية، لكن الوفد الحكومي رفض أيضا. ووجه الإبراهيمي اعتذارا للشعب السوري جراء عدم التمكن من تحقيق الآمال التي عقدها على مفاوضات "جنيف2" للخروج من الكابوس الذي يعيشه، معرباً عن أمله في أن يتوصل طرفا المفاوضات إلى قرار حول طريقة أفضل للتفاوض والعودة إلى جنيف وهما على استعداد للخوض فعلا في سبل إنهاء هذه الأزمة. وقال الإبراهيمي إن الجانبين اتفقا في الحقيقة على جدول أعمال للجولة الثالثة دون تحديد موعد لها. واعترف بأن الجولتين الأوليين من محادثات السلام السورية لم تحرزا أي تقدم يذكر. ودعا الإبراهيمي الولايات المتحدة وروسيا إلى دفع الجانبين قدما لإحراز تقدم في المحادثات التي طال انتظارها. من جهته صرح الناطق باسم وفد المعارضة لؤي صافي بأن جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية بدون حديث عن انتقال سياسي ستكون "مضيعة للوقت". وقال عضو وفد المعارضة في المحادثات بجنيف أنس العبدة إنه لم يتم الاتفاق على موعد الجولة الثالثة من المحادثات أثناء الاجتماع الأخير في الجولة الثانية أمس بين الحكومة السورية والمعارضة. وقال العبدة بعد الاجتماع "صباح أمس قبل وفدنا الاقتراح الذي قدمه الإبراهيمي لجدول أعمال الجولة الثالثة من المحادثات والآلية التي ستدار بها المحادثات. رفضها الجانب الآخر في استمرار لجهوده الخاصة بعدم الحديث وعدم مناقشة قضية الهيئة الانتقالية". وأضاف العبدة "نحن على يقين بأن الأخضر الإبراهيمي سيتشاور مع الراعيين الرئيسيين لهذا المؤتمر..الولايات المتحدة وروسيا وربما مجلس الأمن، وحين نعرف أن لدينا شريكا.. شريك حقيقي مهتم بالحديث عن حل سياسي في سورية، ستكون هناك جولة قادمة". وعد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن فشل المفاوضات يشكل "إخفاقا كبيرا"، محملا النظام مسؤولية الوصول إلى هذا المأزق. وقال هيج إن "استحالة الاتفاق على برنامج جلسات التفاوض المقبلة، تشكل إخفاقا خطيرا في المساعي لإقرار السلام في سورية، ومسؤولية ذلك تقع مباشرة على نظام الأسد". وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا "تدين موقف النظام السوري الذي عرقل أي تقدم"، بعد فشل المفاوضات في جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده تدرس بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للضغط على نظام الأسد لوقف الصراع الوحشي. وقال أوباما خلال لقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الليلة قبل الماضية في منتجع (ساني لاندز) بولاية كاليفورنيا" لا نتوقع حل ذلك في الأمد القريب لذلك ستكون هناك خطوات فورية علينا اتخاذها لمساعدة الوضع الإنساني في سورية". ميدانيا تعرضت مناطق في منطقة القلمون الاستراتيجية، شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية أمس، للقصف من قبل قوات الأسد فيما دارت اشتباكات عنيفة بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة في مدينة عدرا .وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "قوات الأسد قصفت منطقة المشكونة في مدينة يبرود"، مشيرا إلى "حركة نزوح كبيرة للأهالي من بلدات السحل وفليطة ويبرود إلى منطقة عرسال" اللبنانية.