تتسع دائرة المهددين بالهبوط من دوري "جميل" إلى دوري "ركاء" لتشمل أكثر من نصف عدد فرق الدوري السعودي الممتاز. ثلاث نقاط فقط تفصل ما بين الفتح السابع، والرائد الثالث عشر، وهذا ما يجعل للنقطة في المباريات المقبلة وزناً مهولاً يساوي الهبوط أو البقاء، ومن هنا علينا أن نتوقع ضغطاً كبيراً سترزح تحته الفرق، ربما لن يمضي في الإطار المقبول، خصوصاً أنه يتواكب مع موسم يعد الأكثر أخطاء للحكام. صافرة واحدة قد تفجر الأوضاع والاحتقان، وبالتالي فإن كل ما مضى سيكون في كفة، والجولات الأربع المتبقية ستكون في كفة أخرى، لأنها تتطلب أولاً نجاحاً في اختيار الحكم الملائم لكل مباراة، وتتطلب ثانياً تركيزاً أشد من الحكام في الميدان، بحيث تعبر المسابقة إلى بر الأمان بكل العدالة المرجوة، والإنصاف المطلوب. أربع جولات يمكنها أن تعيد النصاعة لصفحة الحكام المحليين هذا الموسم، على الرغم من الأخطاء التي ارتكبوها حتى الآن، التي كان بعضها مؤثراً باتفاق الجميع، وبالتالي فإنها تستلزم حضورهم الذهني واللياقي، وقبل ذلك فهمهم الأعمق لطبيعة هذه المباريات وما يرافقها من شد عصبي. النجاح يحتاج حزماً، لكن الحزم لا يعني مطلقاً أن يرسم الحكم تكشيرة على جبينه، بل على العكس، قد يحتاج الابتسامة حتى وهو يشهر بطاقة ملونة لأن المسألة ليست حالة انتقامية من اللاعب، بقدر ما هي تطبيق منصف للقانون، والتزام عادل بمقتضياته.