×
محافظة المنطقة الشرقية

صور وأعمال فنية وعروض تحاكي تراث عسير بالجنادرية

صورة الخبر

اعتدنا في وسطنا الرياضي على ثقافة توزيع الاتهامات وتبادلها؛ خصوصاً حينما تحدث الإخفاقات، بل إننا نفعل ذلك بمجرد أن تبرز ملامحها، حيث نسارع للبحث عن المتسبب وننشغل به عن البحث عن حلول يمكن أن تقوّم المشكلة، وتعالجها قبل استفحالها، كل ذلك من أجل تسجيل نقاط في مباريات المناكفات الإعلامية والجماهيرية التي تستحوذ على واقعنا الرياضي. هذا الواقع يحدث في كل منظوماتنا الرياضية بمختلف أنواعها؛ ونادي الاتفاق الذي يصارع في بحر الدوري بحثاً عن خشبة نجاة أو حتى قشة يتعلق فيها لإنقاذه من إعصار الهبوط للدرجة الأولى الذي بات يتهدد أكثر من نادٍ يعيش هذا الواقع بكل تفاصيله؛ إذ يتبادل غالبية الاتفاقيين معركة الاتهامات، فالجماهير ترمي باللائمة على الإدارة، والأخيرة تتنصل من المسؤولية بقذفها على المدربين.! الوقت حالياً يداهم الفريق، وإذ ما ظل الاتفاقيون منشغلين بحروبهم الكلامية، وإشهار سباباتهم في وجوه بعضهم البعض فسيجدون أنفسهم في دوري ركاء، وهناك سيجدون متسعاً من الوقت لذلك حيث الكلام أكثر من العمل، أما إذا أرادوا إنقاذ فريقهم فليرموا مشاكلهم خلف ظهورهم حتى يستطيعوا إخماد النيران التي بدأت تشتعل في البيت الدمامي العريق. يقول توماس جيفرسون: "إذا نشب الحريق في بيتنا فعلينا أولاً محاولة إطفائه قبل السؤال عن ما إذا كان قد نشب من الداخل أو من الخارج"، ذلك تماماً ما يجب أن يعيه الاتفاقيون، هنا لا أقول أن عليهم التعامي عن الأسباب والتقاعس عن محاسبة من وراءها، لكن لا ينبغي عليهم على الأقل الآن الانشغال بذلك، وليكن شعارهم إنقاذ النادي أولاً وأخيراً. هنا لابد من الإشادة بدور رئيس هيئة أعضاء الشرف عبدالرحمن الراشد، والمجلس التنفيذي برئاسة عبدالرحمن البنعلي، و"دينمو" المجلس خالد الدبل الذين يقومون حالياً بدور الإطفائيين حيث بادروا لتقديم سلسلة مبادرات سريعة وناجعة من أجل تطويق النيران ومحاصرتها، وهو دور يعزز أدوارهم الداعمة مالياً في بداية الموسم، وهو ما يرفع عنهم دور "البقرة الحلوب" التي حذرتهم من ممارستها حينما اكتفوا بالدعم المادي دون تفعيل دورهم التنفيذي على الأرض. تلك المبادرات أنتجت سريعاً وبدأت مفاعيلها تظهر بوضوح، إذ مدت جسور العلاقة أكثر مع رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري وهو ما يحتاجه النادي في هذا الوقت تحديداً، وهو على عكس ما كان ينتظره البعض، كما أنها فتحت قنوات التواصل مع اللاعبين المحبطين ورفعت من معنوياتهم، وكشفت لهم بأن خلف النادي رجال مواقف، وهو ما أفرز الروح القتالية، والمستوى الرائع الذي قدمه الفريق في مواجهة النصر رغم الخسارة، وهو ما يعزز الأمل عند أنصاره بقدرته على تجاوز الأزمة. شخصياً لا أتصور أن الاتفاق سيهبط عطفاً على الحراك الذي يحدث الآن وعلى قراءة فنية وحسابية لما تبقى من مباريات للفرق التي تشاركه رغبة البقاء مع "الكبار" واحتمالات كل فريق؛ لكن في ذات الوقت لا أريد أن أتصور أن يأتي موسم آخر والاتفاق يعيش ذات الواقع المأزوم، بحيث يعود شرفيو الاتفاق لمهمة إطفاء الحرائق وعلى طريقة: وكأنك يا بو زيد ما غزيت !