تئن أسواق البلد بجدة تحت وطأة العمالة الأجنبية التي تملأ جنباته بنسب تصل 90% يعملون على بسطات لبيع كل شيء وأي شيء رغم حملات تصحيح الأوضاع التي استمرت ستة أشهر وأصبح المواطنون مجرد متفرجين على ما يحدث من احتكار واستغلال وغش تجاري متسائلين عن دور الرقابة والمتابعة لمثل هذه الظواهر السلبية، التي تشوه المنظر الحضاري للأسواق داخل المناطق التاريخية، وأوضح عبدالعزيز الغفاري رجل أعمال الذي يبلغ من العمر 60 عامًا قائلًا قضيت عمري كله منذ نعومة أظافري وأنا في أسواق البلد، كان السعوديون يبعون ويشترون بشتى المجالات وكان هناك التنافس الشريف والكل كان في ابتهاج وسعة فى الرزق وكان السوق في أمان من الغش والاستغلال والمساومات حتى عهد ليس بالبعيد، ويضيف الغفاري الآن سوقنا يعيش الكثير من الانتهاكات والاحتكار بوسط تكتلات الوافدة يلعبون ويعبثون بسوقنا التاريخي بلا حسيب ورقيب. واضح الغفاري أن نسبة كبيرة من المحلات التجارية تحمل فقط اسم المواطن أما التشغيل والأرباح تعود للوافد وذلك بسبب الخسارات التي تواجه المواطن إذا قام بنفسه على تشغيل محله بسبب البيئة غير الجيدة بالسوق، مطالبًا الجهات الرقابية المختصة أن تكثف جولاتها على الأسواق وأن تنتشل وتنظم هذه الفئة من العمالة. وأكد حامد الصادري أن سبب هروب الشباب السعودي من العمل في الأسواق التاريخية والشعبية أسباب عدة منها التكتلات العمالية وعدم توفير البيئة المناسبة للشباب من توفير الأكشاك والمحلات وضعف الحملات على العمالة الأجنبية لافتًا إلى أن أسواق وسط البلد في الفترة الأخيرة يتحكم فيها الوافد كما يشاءون. وأوضح الوافد محمد صابر من الجنسية المصرية بأن السوق ليس مليئًا بالجنسيات المختلفة وليس حكرًا على فئة معينة، مشيرًا إلى أن السوق مفتوح للجميع ونحن هنا لكسب المال. وقالت فاطمة من الجنسية الفليبنية نحن نفترش الطرق والأرصفة في سوق البلد لكسب المال ولا يوجد لدينا دخل آخر حيث نقوم ببيع ألعاب الأطفال وغيرها من الخردوات، وأشارت إلى أن الجهات الرقابية تأتي كل فترة وتطرد الباعة الجائلين الذين يعودون مرة أخرى بعد ذهاب أفراد التفتيش. فيما أشار الوافد برعي أحمد من الجنسية اليمنية إلى أن الغالبية العظمى من الجنسيات الموجودة تستأجرالمحلات من السعوديين وتقوم بتشغيلها مقابل مبالغ مالية تدفع للسعودي تتراوح من 1500 إلى 2500 في الشهر. وقال الوافد عاطف محمود من الجنسية السودانية بأن الشباب السعودي لن يتكيف مع البيئة الحالية للسوق لعدم تنظيم للمحلات والأكشاك والنظافة وغيرها من الأسباب التي تعيق الشباب السعودي عن العمل في الأسواق الشعبية ويجب توفير البيئة التجارية لهم. أكد الشاب أسامة شيخين بأن أسواق البلد أصبحت بيئة طاردة للشباب بسبب العمالة وارتفاع الأسعار. وأشارعبدالقادر عبيد إلى أن الأسعار ترتفع لا سيما بأن جميع الأسعار محددة من قبل العمالة حتى لا يكون هناك تضارب أو تفاوت حتى لا يشعرون المستهلك باختلاف الأسعار. وقال سعد شتيوي: نأتي إلى الأسواق الشعبية هروبًا من الاسعار المشتعلة في المجمعات المركزية ولكن ننصدم بأن الأسعار أصبحت متقاربة جدًا ولا نعلم ماهي الأسباب والذي شدني كثيرًا في السوق هو عدم وجود أي تسعيرات على جميع القطع. وقال سامي سعد بأن كل ما نواجهه من هذه العمالة من غش واستغلال واحتكار والمسؤول عنها بالشكل الرئيسي هو وزارة التجارة ووزارة العمل هذه الجهات التي بتقصيرها فتحت المجال للعمالة الوافدة باحتكار أسواقنا الشعبية واستغلال جيوب المواطنين. من جهتها قامت «المدينة» باتصال على جوال الدكتور ناصر التويم رئيس جمعية حماية المستهلك عدة مرات للتعليق على التقرير ولكن لم يكن هناك أي تجاوب مع اتصالات الجريدة، كما قامت بالاتصال المتكرر على عبدالمنعم الشهري مدير مكتب العمل بجدة للتعليق ولكن لم يقم بالرد حتى إعداد التقرير للنشر.