في هذا الشهر من كل سنة تحل ذكرى عزيزة على كل خليجي، تحرير الكويت من غزو العراق، هذه الذكرى الذي أبهجتنا قبل عقدين من الآن، بدحر قوات صدام حسين الغاشمة وإعادتها مهزومة إلى أراضيها. الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز كان له الدور الكبير مع إخوانه وأبناء شعبه في تحرير الكويت. وأشير هنا بذاكرة حسني مبارك الحديدية في حديثه الأخير مع الإعلامية فجر السعيد، حين تحدث عن تلك المرحلة مشيدا ومذكرا بدور فهد مع حلفائه في الشرق والغرب في إعادة الكويت إلى أهلها، وقال كلمته الشهيرة: «إما أن تعود الكويت أو أن نذهب معا». وأبو متعب الملك عبدالله قالها في لقاء إعلاميين كويتيين إن السعودية تكبدت الملايين من الديون من أجل تحرير الكويت. هذا العيد يذكرنا بمفهوم دول مجلس التعاون الذي آن الأوان لتقويته ودفعه إلى الأمام! ثمة تعاون مهم، مثلا التعاون الأمني الإماراتي ــ السعودي والذي أسهم في الأمن إيجابا على البلدين، دخول قوات درع الجزيرة لدحر المخربين في البحرين، والتعاون الاقتصادي والعلمي بين هذه الدول، لكن لابد من إيجاد طرق أقوى لجعل هذا التعاون فاعلا حقيقيا قويا مثمرا، وعلى رأسها موضوعات التعاون، الحفاظ على الأمن القومي من المخربين من الجنوب إلى الشمال! ذكرى تحرير الكويت تعيد إلى أذهاننا أن صدام كان مخطئا في كل تقديراته، ظن أن حدود الكويت تنتهي عند آخر قرية كويتية، لكنه لم يعلم أن الخليج كله هو حدود الكويت. من الخفجي إلى نجران، هذا الذي آذى صدام حسين وأصابه بالصدمة، من تدخل السعودية! لكن وكما نقل المؤرخ روبرت ليسي عن الملك فهد أنه قال: «لو أخذ صدام الكويت فسيبتلع السعودية والخليج»! كان يعرف كيف يفكر صدام حسين. وطموحات قائد جامح تغشاه جنون العظمة، وتسيطر عليه! فعاليات فبراير الكويتية تجعلنا نحب هذه الكويت أكثر وأكثر، والأغاني التي شدت بها نوال، محمد عبده، وقبلهما راشد، والفرح الذي رأيناه على وجوه الصغار والكبار يثير في النفس السعادة، ويجعلنا أمام مسؤولية حفظ الخليج ضمن مؤسسة مجلس التعاون التي بح صوتنا ونحن نطالب بتوسيع الشراكات فيه والصلاحيات. www.turkid.net