بقلم : بسام فتيني مكتب الوطن سفراء كان عبدالله نائما آمنا في بيته معززا مكرما في بلده لولا أن طموحه وشغفه للعلم والتعلم قاداه للتشبث بأمل الدراسة في الخارج على حساب والده، بعد أن نصحه أحد أصدقائه باقتناص فرصة الابتعاث التاريخية التي وفرها الوطن لأبنائه. ذهب عبدالله لوالده المتقاعد عارضا عليه حُلم الدراسة في الخارج ليعود فردا مؤهلا يفخر به الوطن قبل ذويه، فاحتضنه والده قائلا أبشر يا ولدي سأمنحك كل ما أملك لتعود يوما ما رافعا رأسك متسلحا بالعلم. وبدأت القصة حين عَلِم عبدالله أن أربعة أشهر كافية لدراسة اللغة واتباع بعض الشروط التي أقرتها وزارة التعليم نفسها وروجتها على لسان مسؤوليها آنذاك ثم فجأة تغير كل شيء وتنصلت الوزارة من وعودها، وأصبح عبدالله في موقف لا يُحسد عليه، فالمال قد نفد ووالده مستور الحال لا يملك ورثا يسنده ولا ثراء يتكئ عليه، فتكالبت عليه الظروف هناك في بلد الغُربة حيث الدفع أو الطرد وصرامة الأنظمة. بكى عبدالله حتى بح صوته في ليلة مظلمة، ودعا الله أن يعجل بالفرج فهو لم يقم بكل هذا ليعود خائبا بلا منجز أو علم، ثم أراد الله أن تأتي البشائر للمبتعثين في الولايات المتحدة وهو منهم.. وجاءت أبوة سلمان الملك لتحضر حاملة الفرج والفرح لمن أبكتهم الظروف، لكن هيهات تم تحوير واختزال البشائر لتكون فرحة منقوصة أخرجت جُل المتضررين من المكرمة، ويبقى السؤال عالقا: لمصلحة من يحدث كل هذا؟ هل أصبح من درس على حسابه متبعا شروط مرجعه مذنبا؟ لم تتنصل الوزارة من وعودها؟ خاتمة: من المؤسف أن تكون إرادة الدولة واضحة جلية في دعم أبنائها ثم يأتي من يعتقد أنه فلتر للقرارات ويفصلها على مزاجه.. اتقوا الله وكفى