يمكن اعتبار هذا العنوان بمثابة مدخل إلى عالم الناس اليوم، وقد جاءت المعطيات والنتائج بكم هائل من التنافس والسعي خلف الشهرة بلا دراسات أو بحوث أو إعداد مسبق، لذلك كانت استجابة لدواع مختلفة، تسير على خط واحد مليء بالألغاز القديمة وتفاعل مطلق ينتاب أغلب المجتمعات في بداية عصرها، فكانت رحلة استكشاف مفيدة سخرها البعض إلى عدالة، شاهدنا من خلالها عدة أسماء يتبعها ملايين من الناس، فكانت ظاهرة تعاونية تستقطب هذه الأعداد لنشر قناعات ونظريات لا تفيد كثيراً في الحياة العملية، أو تصلح لأن تكون ترميماً لها. إن المنزلة التي يحتلها المشاهير في العالم تضمن لهم صوراً جميلة وحضوراً يبحث عن شركاء يتفاوضون من أجل مكانتهم، وإخضاع الوضع الأصلي للمجتمعات إلى منهجية وشروط يتسيد البعض معظم أدوارها، ويستعير الفرد منهم الصيغ الرنانة لإضفاء شرعيه على وضعيته في المجتمع وتحديد مبادئ عدالته التي يحاضر عنها، ويتبنى مسؤوليتها. وهكذا أول إجراء يقوم به هؤلاء هو الخوف من العزلة، والبحث عن المنافع المادية والحقوق والحريات، والجماهيرية التي تمجدهم وتضعهم في أسمى مكانة، ثم نشر بعض التصورات الدينية وفقا للعدالة والفضائل التي تنادي بها الأديان، وهذه الامتيازات لها أعداد كبيرة تتبعها، وبالتالي يتم تعميق التطبيق وتنشئة مفاهيم مختلفة إما دينية أو سياسية. مما يؤكد وجود منعطف يؤدي إلى الإخفاقات الكبيرة التي تنتهي عندها المجتمعات المعاصرة، وتنضوي تحت لواء النقد، وتَكشف أعمالاً لم تحقق سوى محاكاة اجتماعية لا تتجاوز الإبداع الحقيقي الذي يكفل للفرد قناعته وصحة مواقفه الشخصية والإعلامية، وثمة فقد للأمان الفردي الذي يسعى له كل فرد على اعتبار أنه المحك والهاجس المسيطر بحضرة هؤلاء. لقد كشف «أدو رنو» (عن حقيقة الثقافة التي تتم صناعتها عبر أجهزة الاتصال من إذاعة وتلفزيون وصحف، وهي ثقافة مصطنعه تواكبها الشهرة، ولا تمثل حاجات البشر الحقيقية، وإنما هي من إنتاج المجتمع الصناعي والتكنولوجي المتقدم، الذي تغدو الثقافة فيه ثقافة آلية، لأنها تحاول صياغة وجدان الجماهير في سياق يتفق مع مصالح الأشخاص والمؤسسات السائدة). إذن هذه هي التبعية العمياء التي تمجد الأسماء والأشخاص وتغلق مفاهيم الأعمال والأهداف والنتائج، وتجسد الاحتجاج لكل ما هو قائم في العالم، وتحاصر العقول ولا تهتم بالمردود الذي يعود بالمنفعة العلمية والنشاطات الثقافية على المجتمعات النامية، تحت سلطة المصالح والشهرة، إن التبعية ما هي سوى حذف للذات كفردية واعية، وتسخير الحواس والغرائز إلى اتجاه مجهول يؤدي وظائفه وفقا للواقع المفروض. ولو أخذنا على سبيل المثال: أحدث إخفاقات هذه الشهرة خبر اعتزال النجم الكندي، جاستن بيبر مغني البوب، وخلفه أكثر من 60 مليون معجب ومتابع وفضائحه التي نشرتها وسائل الإعلام، وهل نستطيع القول إنه جنى من المكاسب ما يكفيه ويجعله يدير لهذه الأعداد ظهره غير آبه بهم، هي يا سادة لعبة العصر تجيش الجموع والتخلي عنهم في لحظة ضعف أو بالأصح لحظة إخفاق، وأسماء كثيرة وُضعت تحت المجهر مهمتها نشر تاريخها الخاص وتكليف الناس أكثر من وسعها للاحتفاء بها في ليالٍ تتزايد عتمتها. ليس بالضرورة أن تبحث عن شهرة مزيفة وتشتري الجماهير بما يحبون، وتسطو على عالمهم وتستولي عليهم، إن الوصول إلى قلوب الناس بالحب وليس باضطهاد قناعاتهم وتسخير غاياتهم لمشاركتك الأزمنة التي تكافح من أجلها، فلا تحيط بهم من كل الجوانب وتغدق عليهم ثم تخذلهم.