×
محافظة الرياض

مجلس الوزراء ينوه بنتائج الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الخليج مع كيري

صورة الخبر

محمد رُضا ‫تحضر المخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا لفيلم بعنوان المخدوعات سيكون العمل السابع لها كمخرجة. وسبق لابنة المخرج الكبير فرنسيس فورد كوبولا أن حققت ستة أعمال من عام 1999 وصاعداً أولها انتحار العذارى وأحدثها فيلم تسجيلي عن الممثل بل موراي بعنوان A Very Murray Christmas‬ الجديد بالنسبة للفيلم الجديد هو أنه مأخوذ عن فيلم سابق بالعنوان ذاته أخرجه الراحل دون سيغال من بطولة كلينت ايستوود سنة 1971‬.‫‬ ذلك الفيلم كان وسترن دارت أحداثه خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب الأمريكيين. بطله جندي شمالي جريح تكتشف وجوده طالبات في مدرسة خاصّة فتستقبله في المدرسة ويخفينه بعيداً عن الجنود الجنوبيين. خلال ذلك ‬ينجح الجندي، وقد تماثل للشفاء، في استمالتهن عاطفياً واحدة تلو الأخرى. يختلف هذا الفيلم عن أفلام صوفيا كوبولا(45 سنة) من حيث أنه فيلمها الأول المقتبس عن مادة سينمائية سابقة، فهي دائما ما كتبت وأخرجت أفلاماً أصلية غير مقتبسة حتى وإن كانت الشخصيات التي فيها مشهورة مثل ماري أنطوانيت سنة 2006. وقد وجدت الشهرة في فيلمها الأول انتحار العذارى ثم ارتفعت شهرتها مع فيلمها الثاني مفقود في الترجمة الذي أسندت بطولته إلى بل موراي. وأفلامها ليست جميعاً متساوية الحسنات، لكنها من المخرجين الذين يحققون أفلامهم تبعاً لأهوائهم وعلى نحو مستقل، كما يتضح في تفاصيل الحوار معها. لماذا تنوين إعادة صنع لفيلم سبق تقديمه بنجاح؟ - النجاح الذي حققه الفيلم السابق لا علاقة له برغبتي الحالية تحقيق فيلم جديد يستند إلى رواية توماس كولينان ذاتها. الفيلم الجديد هو ترجمة مصوّرة للرواية وليس إعادة لذلك الفيلم. لكن لماذا هذه الرواية بالتحديد؟ - أعتقد أن الجواب موجود في الرواية ذاتها. الحبكة التي تدور حول مجموعة من النساء تستقبل رجلاً واحداً سريعاً ما يجد طريقه إلى قلوب عدد منهن ما يوقع بينهن الغيرة والخلافات. أرى أن الموضوع جميل ومعالجته يجب أن تتحلى بفهم أنثوي لشخصياتها. هل تعنين أن فيلم دون سيغال تبنّى منظوراً رجالياً؟ - هو فيلم جيد لكن فيه نزعة ذكورية بالتأكيد. المعالجة هي من وجهة نظر الرجل أكثر مما هي وجهة نظر المرأة، لكن كما ذكرت الحبكة جيدة كيفما تناولها المخرج. أنت ابنة مخرج فذ حقق في السينما المستقلة وفي سينما الاستوديوهات الكبيرة ما لم يحققه آخرون. إلى أي حد أنت متأثرة به؟ - هناك إجابتان على هذا السؤال. من ناحية، أنا معجبة بأبي كسينمائي شق طريقه بنجاح ورفض منذ أكثر من عشرين سنة مبدأ وصاية الاستوديوهات عليه فاعتزل هوليوود وقرر تمويل أفلامه بنفسه. أقدر ذلك كثيراً جداً. من ناحية أخرى، أنا منفصلة القرار عنه فنياً وبالنسبة لما أختاره من مواضيع. والدي ليس من النوع الذي يتدخل طالباً من ابنته تنفيذ ما ينصحه بها. هو منذ زمن بعيد عازم على أن تشق ابنته طريقها بمفردها، وأن تصنع طريقها مستقلة حتى ولو كان منهجي مختلفاً تماماً. لقد ترك لي حرية القرار من الفيلم الأول. تركني وشأني ولم يتدخل وهذا كان له أثر كبير في تشجيعي. حين كنت صغيرة كنت تذهبين مع والدك إلى أماكن التصوير؟ - أحياناً. لا أعرف إذا كنت تعرف أنني ظهرت وأنا طفلة في العراب. لم أكن أعي الكاميرات ولا التصوير ولا أي شيء مما يحدث حولي. في عقلي الصغير حينها كنت أتساءل عما إذا كان العالم بأسره على هذه الشاكلة المعجوقة. لم أكن قادرة على التفريق بين ما هو حقيقي وما هو خيالي، لكن عندما كبرت أدركت أن لدي خيارات عديدة كمخرجة. أستطيع أن أحقق أفلاماً خيالية وواقعية ولو أني أفضل الأعمال التي تمزج بين الاثنين. لا أحب التغريب ولا الحديث عن أشياء ليس من الممكن لها أن تقع على نحو أو آخر. حين ظهرت لاحقاً في العراب 3 وقد أصبحت في الثامنة عشرة من العمر هاجمك النقاد واعتبروك مشروعاً فاشلا كممثلة. هل أقلقك ذلك؟ - طبعاً لم يعجبني ذلك مطلقاً، لكن لكل واحد رأيه وأيضاً ربما لم أكن كما أرادوني أن أكون فعلاً، لكني تجاوزت ذلك سريعاً. النقاد أنفسهم مدحوك حالما بدأت العمل كمخرجة.ما تفسير ذلك عندك؟ - ربما يفضلون المخرجين على الممثلين. (تضحك) لا أدري حقاً، لكن معظمهم ذكر أن انتحار العذارى هو بمثابة مولد مخرجة. هذا حسن. بعد ذلك الفيلم انتقلت إلى اليابان لتقديم فيلمك الثاني وهو مفقود في الترجمة. كان فيلماً بسيطاً بعمق إضافي. - يسعدني أن أسمع هذا الوصف. في الحقيقة لم أحاول أن أتوسع في الحكاية التي وضعتها للفيلم. تلك البساطة لها أيضاً علاقة بالميزانية. والحكاية كما تعرف أبقيناها محدودة: امرأة شابة متزوجة تصل إلى طوكيو بصحبة زوجها المشغول عنها الذي يضعها في الفندق الكبير ويمضي إلى أشغاله. تلتقي بأمريكي آخر وصل إلى طوكيو لينفذ عقد دعاية ، وهو أيضاً وحيد ويجلس في الفندق معظم الوقت ما عدا المرّات القليلة التي يصور فيها الإعلان. يلتقيان ثم ينفصلان، ثم نهاية الفيلم. نعم هو فيلم بسيط، لأنه مفعم بالحب والحديث عن الوحدة والغربة في مدينة بعيدة ما علاقتك بمدينة طوكيو؟ كيف وجدتها؟ - أمضيت فترات طويلة في السنوات العشر الأخيرة في طوكيو وأشعر بحب لتلك الفترات. العيش في طوكيو تجربة فريدة من نوعها ومختلفة عن كل تجربة خضتها في حياتي. ودائماً ما أردت تحقيق فيلم عن موضوع أن تجد المرأة نفسها وحيدة في طوكيو، وتجربتها كغريبة في تلك المدينة. هل أثرت الجوائز التي حصلت عليها، ومنها جائزة غولدن غلوب، في مسيرتك الفنية. - لا أدري.بالتأكيد هي ساعدتني. شعرت بالحماس والإثارة لكوني خرجت من غولدن غلوب بجائزة. كيف كان رد فعل والدك فرنسيس حين سمع اسمك يتردد بالفوز خلال حفلة غولدن غلوب؟ - اتصل بي مرتين. في الأولى عندما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو. كان ووالدتي فرحين للغاية وسمعت أصوات أصدقائنا المجتمعين في البيت يصرخون. وكثيرون خطفوا الهاتف من يد والدي ليتحدثوا إلي ويهنئونني. لا أعرف حتى من هم. ذكرت أن والدك لم يتدخل في اختياراتك وأنا أعرف ذلك أيضاً، لكنه كان منتجاً لذلك الفيلم. هل تدخل ولو بشكل خفي ليوجه دفة العمل مستفيداً من خبراته؟ - المشاركة الوحيدة لوالدي في الفيلم كانت من خلال وجوده كمنتج. اجتمعنا كما يجتمع غريبان وطرحنا الفيلم وناقشناها ووضعنا الميزانية ثم انصرف يسعى للبحث عن ممولين. تركني وشأني بالنسبة للتنفيذ ولأسلوب التعبير ولكل ما له علاقة بعملية الإبداع. وأشكره على ذلك لكن في الوقت نفسه لا ينفع أي طريق آخر. الفيلم، أي فيلم، في اعتقادي، لا يتحمّل قبطانين. } كيف تفسرين حقيقة أن عدداً من الأفلام الناجحة خلال السنوات الأخيرة كان من إخراج نسائي؟ - هي ظاهرة جيدة.ولا أعتقد أن هناك خطة تنفذ في هذا الشأن.هذه مجرد مصادفة، لكنها طيّبة. ألا تعتقد؟ لكن الميدان بأسره إذا ما قارنا عدد المنتجين بعدد المنتجات أو المخرجين والمخرجات ما زال غير متساوٍ. فقط في مجال التمثيل هناك حجم مشاركة متساوٍ بين الجنسين. لاعدا ذلك لا. ما المواضيع المحببة إليك أكثر من سواها؟ - أعتقد أنني أميل للمواضيع التي تتحدث عن حالات إنسانية. حتى فيلم عصبة الثراء المأخوذ عن حادثة حقيقية حول عصابة من المراهقين اللصوص فيها هذه الحالات. البعض قال إنني لم أدن ما كانوا يقومون به والسرقات التي نفذوها، لكن عدم الإدانة أمر مقصود. أدانتهم المحكمة وانتهى الأمر. دوري كان في سرد حكايات هذه الشخصيات وكيف ولماذا تصرفوا على هذا النحو. شخصيات حرّة ماري أنطوانيت كان أكبر فيلم أخرجته من الناحية الإنتاجية. ما الذي دفعك إليه؟ - هذا الفيلم الذي أخرجته سنة 2006 كان من المفترض أن يكون فيلمي الثاني وليس مفقود في الترجمة، لكن السيناريو الذي كتبته لم يكن جاهزاً. وجدت أنه من الأفضل أن أهمله قليلاً وأضع سيناريو آخر صغير الحجم لأنفذه أولاً. أما ما دفعني إليه فهو الشخصية الغريبة للملكة ماري أنطوانيت. هل صحيح أنك تحاشيت قراءة تاريخ حياتها؟ - نعم. لماذا؟ - أردت أن يتمتع الفيلم بنظرة جديدة وطازجة. لم أتحاش قراءة التاريخ بأسره بل فقط حياتها هي لأني تصوّرت أنه من الممكن لي عبر هذا الفيلم تقديم امرأة لم يسبق لأحد آخر أن قدّمها على هذا النحو من قبل. مرّة أخرى لا تمنحين في هذا الفيلم رأيك عما إذا كنت مع أو ضد شخصيتك الرئيسية. - صحيح. لا أحكم على شخصياتي على نحو أو آخر. أتركها تتصرف بمقتضى ما تريد مادامت تصرفاتها واقعية ومسنودة بإطار عام للتاريخ أو لحقيقة ما حدث. ماري أنطوانيت وقعت في الحب بعد زواجها، هذا صحيح، لكن المخرج هو من يقرر كيف يريد تصوير هذه العلاقة. كيف ستتصرفين إذا ما ربحت جائزة الأوسكار كأفضل مخرجة في يوم ما؟ - سأحاول البقاء على النحو الذي تشاهدني عليه الآن. لا أدري. أنا سعيدة جداً في الداخل لكني آخذ الأمور خطوة خطوة. لا أفكر في هذه الأمور، خصوصاً عندما أدخل التصوير. في النهاية عليّ أن أجيد عملي بصرف النظر عما إذا كان سينال أي جائزة أم لا.