بني سعد بن بكر بن هوازن إحدى القبائل التي تقطن جنوب الطائف على امتداد 70 كيلو متراً ، وتشتهر هذه المنطقة بالكثير من المُنتجات الزراعية إلا أن « العنب « هو ذروة سنامها وفاكهتها التي تتغنى بها ويعرفها الناس من خلاله ، وأحسنت لجنة التنمية السياحية أن يكون لهذا المُنتج الذي تتفرَّد به مهرجان سنوي يُقام احتفاءً به وتسويقاً له ؛ على اعتبار أن رمزية الشيء تمنحه دلالته الكاملة ، وتُكْسِبه أهميته المُسْتَحَقَة التي يتواترها القاصي والداني بموضوعية وتجرُّد ؛ لأن الحقيقة دائماً لا يتنازعها العقلاء بل تكون مُرضية ومُقنعة لهم. ينطلق مهرجان العنب الأول في بني سعد يوم الثلاثاء الموافق 27/11/1437 ويستمر حتى 2/12/1437 في كرنفال يجمع بين الأصالة المتمثلة في طريقة العرض والفعاليات المُصاحبة من أمسيات شعرية وعروض فلكلورية وأكلات شعبية والمعاصرة المُتمثلة في عرض المسرحيات الهادفة للكبار والصغار وبيع الإكسسورات والأزياء ناهيكم عن توافر حضانة للأطفال وتنفيذ دورات تثقيفية لزائري رُدهات المهرجان ؛ مما يعكس رؤية شاملة للقائمين عليه ورغبة جامحة لإنجاحه من خلال توفير مقوماته ؛ ليكون بذرة تنمو وتُسقى ونبتة تُرعى وتُصقل حتى نصل بها في نهاية المطاف إلى رسم لوحة بانورامية تتواءم مع مكانة المنطقة التأريخية يُعبَّرُ من خلالها عن إنسان المكان وقدرته على إحداث الأثر الفاعل رُغْمَ محدودية الإمكانات المُتاحة. من الجميل أن تكون فعالياتنا مُنطلقة مما تتميز به بيئاتنا ، وتُبرز موروثاتنا وتؤسس لمرحلة حضارية للتفاعل مع مُتغيرات العصر وتوظيفها في خدمة المنتج الحقيقي للبيئة ؛ وهذا ما فعلته لجنة التنمية السياحة التي اختارت « العنب « عنواناً لإحدى فعالياتها ترسيخاً لأثر البيئة في سياقات التعاطي مع الواقع ، وتشجيعاً لها ؛ حيث عُدَّ العنب مَلِكَاً لبقية أنواع الفواكه ، وهذا ما يجب أن يكون بعيداً عن المَسخ الذي تتقاذفه بعض الفعاليات المُسْتَهلَكة والمُسْتَهجَنة في ذات الوقت التي تمتلئ بها منتجعاتنا السياحية في تغييب مُخِّل لكل أنماط ثقافتنا المحلية واستبدالها بوارد يتنافى محتواه مع أبسط قواعد الوعي الجمعي لمُجتمعنا. Zaer21@gmail.com