قال الكاتب كمران متين إن تركيا دخلت الحرب في سوريا من أجل منع إقامة دولة كردية على حدودها، ولكنها ليس القوة الوحيدة التي لها أهداف سياسية بالبلاد، وتساءل: هل استعدّت تركيا لحرب طويلة في سوريا؟ وأضاف في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية أن تركيا أخيرا انخرطتفي الصراعبسوريا بشكل مباشر، حيث أرسلت دبابات وقوات خاصة دعمالمقاتليالجيش السوري الحرالذين استعادوا مدينة جرابلس من تنظيم الدولة الإسلامية. وقال إن الهدف الرئيسي من التدخل العسكري التركي في سوريا ليس لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي فعلت تركيا بما في وسعها على مدار خمس سنوات لتقويضه، وليس للقتال ضد تنظيم الدولة الذي لا تزال تركيا متهمة بدعمه. وأوضح أن الهدف الحقيقي من وراء تدخل تركيا في سوريا هو مواجهة عدوها التاريخي المتمثل بالأكراد، الذين تحاول منعهم من إقامة دولة في سوريا على الحدود التركية، يمكن أن تشكل خطرا على طبيعة التركيبة الوحدوية للشعب في تركيا. الهدف الحقيقي من وراء التدخل التركي بسوريا هو مواجهة الأكراد (الأوروبية) انهيار أنظمة وأضاف الكاتب أن تركيا راهنت على الانهيار السريع لنظام الأسد، وخاصة بعد أن رأت تساقط الحكام العرب الواحد تلو الآخر في ذروة الربيع العربي، وأن تركيا في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضعت كل وزنها السياسي والدبلوماسي واللوجتسي وراء دعمها للمعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد. لكن سقوط نظام الأسد أصبح سرابا بعيد المنال، في ظل الدعم الذي يتلقاه من كل من روسياوإيرانوحزب الله اللبناني، وفي ظل استفادته غير المباشرة من صعود تنظيم الدولة، الذي كان يستهدف جماعات المعارضة أكثر من استهدافه جيش الأسد. وقال إنه يبدو أن تركيا أصبحت تميل إلى القبول بالأسد ضمن خطة لحل الصراع في سوريا، وخاصة بعد أن نجا من أسوأ العواصف للحرب المستعرة في البلاد منذ سنوات. وأشار إلى أن الأكراد السوريين سرعان ما ظهروا كقوة سياسية وعسكرية متماسكة في أعقاب فراغ السلطة في مناطقهم، وذلك بعد أن انحسب منها الجيش السوري الذي يعاني إرهاقا شديدا جراء تنقله من مكان لآخر في أنحاء البلاد. وأضاف أنه كلما توسع مشروع أكراد سوريا في محاولتهم إقامة إقليم لهم في سوريا على الحدود التركية، دفع ذلك تركيا إلى أن تجعلهم هدفها الإستراتيجي بعيدا عن إسقاط نظام الأسد. منعطف تركي وقال الكاتب إن أسبابا واضحة تسببت في المنعطف التركي الأخير في سوريا، وأبرزها تداعيات إسقاط تركيا قاذفة روسية من طراز سوخوي العام الماضي، وكذلك دعم الولايات المتحدة للأكراد السوريين في مواجهة تنظيم الدولة. وأشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت بشكل متكرر عن تفهمها للتحسس التركي إزاء الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب العمال الكردستاني الذي يعيش في صراع مع تركيا منذ أكثر من ثلاثين عاما. وأضاف أن السبب الأبرز في تحول السياسات التركية بسوريا يعود إلى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي، وإلى انعكاساتها على العلاقات بين تركيا والغرب، الأمر الذي جعل تركيا تتجه شرقا وتعزز علاقاتها مع روسيا، بل وتقوي تعاونها مع إيران ضد الأكراد. لكن الكاتب قال إن الحروب تبدو سهلة عند بدايتها ولكن إنهاءها يعد أمرا صعبا، وإن تركيا قد تحقق بعض أهدافها العسكرية المحددة في سوريا، إلا أن مصالحها على المدى الطويل قد لا تتوافق مع مصالح اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الحرب بسوريا.