بقلم : د. عثمان أبوزيد وقفت ومعي ابني عاصم المتخرج حديثاً من المدرسة الثانوية أمام موظف تسليم الشهادات في إدارة التعليم بمدينة مكة المكرمة، فنظر الموظف في شهادة ميلاد ابني وسأل: تاريخ ميلاد الولد مسجل بالتقويم الميلادي فقط، فما هو تاريخ ميلاده الهجري؟ نظرت إلى الرجل لا أحير جواباً ... وفي تلك اللحظة كان الولد يخرج هاتفه الجوال، ثم ينظر فيه لحظة ليرد بسرعة: تاريخ ميلادي بالهجري هو يوم كذا. قلت: غلبتَني والله يا ولدي! كنت قبل يوم واحد أحاول إقناعه أن يحمل مصحفاً وبعض الكتب في سفره للدراسة بالخارج، فكان يرد عليّ: ما السبب في ذلك وأنا أملك عدة مصاحف من القرآن الكريم مع تفاسيره في هاتفي الجوّال؟ لم أتعوّد استعمال التاريخ الهجري إلا حين مجيئي إلى المملكة العربية السعودية. كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لي، حتى أن أسماء الشهور العربية لم تكن محفوظة عندي بالترتيب ، ولا أستطيع التعرف على الشهر إذا وجدت التاريخ بالأرقام مثل (1/9) أو (4/11) ونحو ذلك، وكنت في المقابل أتعجب من عدم معرفة إخوتنا السعوديين التقويم الميلادي. ويوم أمس أرسلت ابنتي من السودان تسأل على (الواتساب): أي يوم هذا في التاريخ الهجري، فقلنا لها: يوم السابع والعشرين. فردت: ولكن في أي شهر: قلنا في شهر ذي الحجة، ألم يحج الناس قبل ايام قليلة يا شاطرة؟! والمؤسف أن بعض المسلمين في بلاد غير مسلمة، قد تدخل عليهم أوقات عبادات فلا ينتبهون لها، لا سيما إذا كانوا من غير المتدينين. وقد رأيت ذلك عند وصولنا إلى إحدى الدول غير المسلمة في أول رمضان، وفي اليوم الخامس منه التقينا أحد السودانيين في الشارع فدعانا إلى الفطور، وحسبنا أنه يعزمنا على فطور رمضان فإذا به يسوقنا إلى أحد المطاعم، فقلنا له: نحن صائمون، فصاح على الفور بلهجته السودانية: أوعَ يكون رمضان خشّ وأنا ما عارف! ليس هذا نكتة ولكن الأمر حصل معي. أما النكتة فقد سمعت عن قرية معزولة جداً ونائية تقع على الضفة الأخر --- أكثر