اختتمت بمقر بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أمس، أعمال البرنامج العلمي "تنمية مهارات العاملين في أجهزة الإعلام الأمني" الذي نظمته الجامعة، وشارك في أعماله منسوبو أجهزة الإعلام الأمني والعلاقات العامة وأجهزة الإذاعة والتلفاز والمجلات والصحف والجهات ذات العلاقة من الدول العربية. وأكد الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس الجامعة، أهمية موضوع البرنامج الذي توليه الجامعة عنايتها، مشيراً إلى أن الجامعة أول من تبنى مفهوم "الإعلام الأمني" وأول من أسس له وعملت وتعمل على ترسيخه وانتشاره من خلال مناشطها العلمية المختلفة، وأسهمت في نشر العديد من البحوث والدراسات التي تعالج موضوع الإعلام الأمني في العالم العربي وفق منهجية إعلامية موضوعية ومتزنة. وأضاف ابن رقوش، أن هذا البرنامج الذي يعد امتداداً لجهود الجامعة في تلمس حاجات الأجهزة الأمنية العربية، يكتسب أهميته من تبادل الخبرات والمعارف والتجارب، موضحاً أنه قد استقطبت له هيئة علمية متميزة حتى يحقق أهدافه وغاياته. يشار إلى أن البرنامج العلمي هدف إلى إطلاع المشاركين على الأساليب والتقنيات الحديثة في مجال الإعلام الأمني وتطوير مهاراتهم الإعلامية والتعريف بدور الإعلام الأمني في توجيه الرأي العام بشأن القضايا الأمنية، إضافة إلى تبادل الخبرات العلمية والعملية بين المشاركين من الدول العربية. واشتمل المنهاج العلمي للبرنامج على عدد من الموضوعات المهمة، من أبرزها: المفاهيم والنظريات والأساليب والتقنيات الحديثة للإعلام الأمني، مهارة إعداد المؤتمرات الصحفية لدى العاملين في وسائل الإعلام الأمني، مهارة تعامل وسائل الإعلام مع القضايا الأمنية، مهارات الاتصال الشخصي لدى ممارسي العلاقات العامة في المجال الأمني، إعداد البرامج التوعوية والتعليمية حول القضايا الأمنية ونجاح الإعلام الأمني(المقومات والمعوقات)، الإعلام الأمني الإلكتروني واستعراض تجارب بعض الدول العربية في هذا المجال، إضافة إلى تسليط الضوء على جهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال الإعلام الأمني وغيرها من الموضوعات ذات الصلة. وكان البروفيسور محمد قياط قدم ورقة، استعرض فيها القضايا الأمنية التي قال إنها من أهم التحديات التي تواجهها الدول العربية في القرن الحادي والعشرين لاعتبارات عدة، من أهمها: ظاهرة العولمة والإعلام الجديد والمجتمع الرقمي والتطورات والتحولات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم، وما أفرزته ثورات الربيع العربي من تداعيات وانعكاسات على مختلف الأصعدة، مشدداً على أن العولمة بمختلف مظاهرها وتجلياتها مست السياسة والإعلام والثقافة والاقتصاد والاجتماع والدين والهوية والعادات والتقاليد، ما أدى إلى دمج وصهر دول العالم في بوتقة واحدة تشكل سوقاً واحدة وأنماط استهلاكية متشابهة وقيم معولمة وثقافة واحدة وهوية موحدة، ما يعني انهيار وأفول الثقافات المحلية والهويات الوطنية واللغات وغيرها من مقومات الشعوب والأمم على مختلف أعراقها وثقافاتها ودياناتها وقيمها وعاداتها. وفي ورقة عن المهارات الاتصالية لاختصاصيي العلاقات العامة، قدم الدكتور عبدالله العساف، تعريفاً عن الاتصال ومفاهيمه، تناول فيها ما شهدته وسائل الاتصال تطوراً كبيراً في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحاضر، فأصبحت تؤدي دوراً مهماً في وعي المجتمع، وتؤثر في قيمه وعاداته وتقاليده، وامتد أثرها ليشمل مؤسسات المجتمع ونظمه. وأكد العساف أن الاتصال عملية متعددة، إذ تتضمن سلسلة من المتغيرات في أفكار وسلوك المشاركين، بعدها استعرض مفاهيم عامة عن الاتصال، مبيناً أنه أساس النجاح.