تشير دراسة جديدة إلى أن ضرر منع الهواتف الذكية في الفصول الدراسية أكبر من نفعه. وفي العام الماضي، بدأ طوم بينيت خبير السلوكيات المدرسية المُعين من قِبل وزارة التعليم البريطانية، أو كما يسمّيه التقرير "قيصر الانضباط"، تحقيقاً واسع المدى لمعرفة الوسائل التي يمكن للمدارس بها تحسين السلوك، ومن ضمنها النظر في ما إذا كان يجب منع الطلاب من جلب الهواتف المحمولة إلى أماكن الدروس. لكن دراسة جديدة وجدت أن الطلاب الآن أصبحوا مدمنين على استعمال هواتفهم، لدرجة أن منعها يسبب مستويات عالية من التوتر كافية لإحداث تأثير على عملية التعلم، وربما الدرجات. طلب الباحثون في سنغافورة من 87 طالباً جامعياً تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً المشاركة في اختبارات تراقب وظائفهم الإدراكية في وجود أو غياب الهاتف الذكي. وجد الباحثون أن الذين أُخذ منهم هاتفهم قبل أداء المهام سجّلوا نقاطاً في أداء الذاكرة أقل في المتوسط بحوالي 17%، بالمقارنة بهؤلاء الذين سُمح لهم بالتشبث بهواتفهم، حتى وإن أبقوها في جيوبهم. عطّل سحب الهاتف كذلك أوقات الاستجابة عند الانتقال بين المهام. يستنتج الباحثون من ذلك أن إدمان الهواتف الذكية صار منتشراً جداً الآن بين الشباب لدرجة أن المعلمين ينبغي عليهم السماح بـ"استراحات التكنولوجيا"، لكي يتمكن المستخدمون من تفقد رسائلهم وشبكات التواصل الاجتماعي، وإخماد المخاوف من أن يفوتهم شيء. يقول المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة الإدارة بسنغافورة، أندري هارتانتو، "الحظر التام للهواتف المحمولة في المدرسة من الأرجح أن يكون ضرره أكبر من نفعه، لأن الانفصال عن الهاتف الذكي يسبب توتراً سيؤثر بشكل سلبي على الوظائف الإدراكية للطلاب. يضيف هارتانتو، "بالإضافة إلى ذلك، طول مدة الانفصال عن الهاتف الذكي ربما تثير رغبة أكبر في استخدامه، وتورث مشاكل عاطفية وانضباطاً إدراكياً أسوأ، وكل هذا سيقلل من جودة التعليم في الفصول". استراحات تكنولوجية هي الحل وينصح مؤلف الدراسة قائلاً، "بدلاً من المنع التام للهواتف الذكية، السماح باستراحات تكنولوجية يُسمح فيها للطلبة باستخدام هواتفهم الذكية يمكن أن يقلل من توترهم، وبالتالي يصبح أكثر فعالية في مساعدة الطلاب على ترشيد استخدام الهواتف الذكية والتغلّب على خوفهم من الفوات". وزعمت دراسة حديثة قامت بها كلية لندن للاقتصاد، أن المدارس التي مُنعت منها الهواتف الذكية شهدت ارتفاعاً في درجات الامتحانات بمقدار 6% في المتوسط. لكن على الرغم من امتلاك 90% من المراهقين لهواتف ذكية إلا أنه لا توجد سياسة حكومية تنظم استخدامها في إنجلترا، وعلى المدارس أن تضع قيودها بنفسها. المعلمون قلقون من تصاعد أعداد التلاميذ الذين يتعرّضون للتشتيت بسبب أجهزة المحمول، في حين ينبغي عليهم التركيز على أعمالهم. أيضاً فإن سير مايكل ويلشو، رئيس مكتب معايير التعليم وخدمات ومهارات الأطفال بالمملكة المتّحدة (أوفستد)، طالب بمنع الهواتف الذكية من المدارس الثانوية. وتمنع ثلث المدارس في المملكة المتّحدة الهواتف المحمولة تماماً، في حين يحدّ خمسها من استخدامها أثناء الدروس، وفقاً لوزارة التعليم البريطانية. وتحسنت نتائج المرحلة الثانوية في أكاديمية إبسفليت بمقاطعة "كِنت"، بمقدار الضعف تقريباً منذ أن منعت المدرسة الهواتف الذكية في 2013. ومن أجل تحسين أداء التلاميذ، يمنع اتحاد الحصان الأبيض، المكوّن من سبعة مدارس ابتدائية في سويندن، الهواتف المحمولة خلال اليوم الدراسي. ونُشِر البحث الجديد في مجلة Computers in Human Behaviour. هذا المقال مترجم عن صحيفة Telegraph البريطانية. للاطلاع على المقال الأصلي، اضغط .