أجزم بأن إدارة فيصل بن تركي التي حققت منجز كأس سمو ولي العهد بالأمس القريب وستلامس ذهب دوري جميل في الغد القريب أيضًا لم تجلب مخترعين ومفكرين وعلماء حتى تحول جماهير مدرج الشمس إلى جماهير سعيدة بعد أن كانت غاضبة، وجماهير متفاعلة بعد أن كانت غائبة بل إنها قامت بعمل اختصر عليها كل المسافات بجلب ما تحتاجه من النجوم في كل المراكز وعززت الثقة في الجهاز الفني بقيادة كارينيو منذ الموسم الماضي ووفرت كل أساليب التهيئة المعنوية للاعبين ووجدت التفافًا ومساندة إعلامية واسعة من الإعلام الذي ينتمي لنادي النصر، والدليل أن مسيرة النصر هذا الموسم رغم أنه لم يكن سوى أحد المرشحين وليس في المرتبة الأولى للترشيحات كانت حافلة بالانتصارات المتتالية وتنامت الروح المعنوية تدريجياً لدرجة أن الفريق لم يتذوق طعم الخسارة علاوةً على أن الفريق بات يزخر بعدد كبير من النجوم مما مكن كارينيو من تدوير مهمة تمثيل الفريق دون مشقة واستطاع أن يخلق توليفة ناجحة حلقت بالنصر في صدارة سلم ترتيب الدوري بل أن النصر بات على مشارف تحقيق رقم قياسي نقطي لم يسبق لنادٍ أن حققه، ولا أريد في هذه المساحة الإسراف في المديح لما قامت به إدارة النصر من عمل رغم استحقاقها للمديح وللثناء ولكن أريد أن أبرهن على القدرة على صناعة فريق بوصفة طبية بسيطة ومختصرة عالجت الصدع في المراكز الواهنة في النصر والعودة السريعة من أوسع الأبواب باستقطاب النجوم الذين يحتاجهم النصر وأغلب الظن أن قائمة اللاعبين الذين حلوا في النصر كانوا ثمرة اجتماع وجيز تم فيه تحديد الأهداف ورصد ميزانية للاستقطابات ثم المضي قدمًا في التطبيق وتحقيق الانتصارات في بيئة صحية مناسبة.. ـ أن تحقيق النصر لبطولتين أو ثلاث هذا الموسم يعني شيئًا واحدًا أن كرة القدم لا تحتاج للإمكانيات الضخمة وإلا فإن فرقًا أخرى لديها ملاءة مالية أكبر بهذا المنظور هي الأجدر بتحقيق ما حققه النصر وما حققه الفتح العام الماضي فالوصول إلى منصات البطولات الكبيرة يحتاج فقط إلى مجموعة لاعبين تتوافر فيهم سمات الحماس والرغبة في الانتصار والعزيمة والإصرار لا الإحباط والإحساس بالهزيمة قبل ولوج معركة التحدي وكذلك جلب جهاز فني طموح لديه طموح لا جهاز فني يضع المادة في أولوية اهتماماته قبل خوض المغامرة.. ـ هناك من يسأل: ترى من هم اللاعبون الذين كان لهم التأثير الأكبر في مسيرة الانتصارات في النصر هذا الموسم؟ وتأتي الإجابة من معظم المتابعين أنه اللاعب المخضرم والمتجدد ونموذج اللاعبين المحترفين حسين عبدالغني ثم اللاعب الخبير محمد نور صاحب الثقل الفني والخبرة في التعامل النفسي ثم يأتي السهلاوي والعنزي ومحمد حسين والنجم اللامع إبراهيم غالب ويحيى الشهري والجيزاوي، ومن هذا الواقع نعرف أن عودة النصر كانت بأسماء ثقيلة ذات خبرة معظمها جاءت من خارج أسوار النصر ووضعت بصمتها في المنجز بحرفية عالية وهذا ليس عيبًا بقدر ما يكون عملاً احترافيًا جبارًا بلغة المادة والقدرة على الحسم دون تردد برغم كل ما تردد في الفترة الماضية من وجود متأخرات مادية وقضايا على النادي تم علاجها حسب الظروف إلا أن الأولوية لم تكن سوى لتطعيم الفريق بعناصر مفيدة والابتعاد عن العناصر التي لا تجلب سوى الحسرة وهدر الأموال.. ـ هذا الموسم ضرب النصر عدة عصافير بحجر واحد عندما أقصى منافسه التاريخي الهلال من لقب كأس ولي العهد ومن الدوري تقريبًا ولن يقتص الهلاليون من غريمهم سوى باقتناص بطولة ثقيلة مثل كأس الملك إذا ما التقى الفريقان في الدور قبل النهائي ليكون النصر طريق الهلال للبطولة إذا ما سارت الأمور حسب ما هو متوقع لها ولا أظن بأن الأهلي والنصر ولا حتى الاتحاد سيسلمون بهذه النظرية من أجل عودة مظفرة للهلال الذي يمر بمرحلة انعدام وزن واهتزاز ثقة، وإذا كانت عودة النصر هذا الموسم تصب في مصلحة الكرة السعودية فإن من المهم أيضًا أن يبقى الهلال قويًا ويعود الأهلي والاتحاد لتكتمل أركان الكرة السعودية الأربعة فقوة هذه الأندية وتاريخها المجيد وجماهيريتها هي من تضمن لكرتنا الازدهار ولماضينا العودة ولإنجازاتنا تجدد الحضور، أما بقية الأندية فهي تتبادل المواقع والمراكز وتحضر لفترة ثم تعود أدراجها دون أن تلاحقها الانتقادات والمتابعة الإعلامية والتساؤلات فلكل نادٍ قيمته.. ـ خلاصة الكلام أن النصر حضر هذا الموسم من أقصر الطرق وأنه أضفى بعودته الألق الجماهيري المطلوب والتفاعل الذي تبحث عنه رابطة الأندية المحترفة من حيث التسويق، فمن الإيجابي أن يكون البطل العائد جماهيريًا.