يواجه صانعو الخمور بأميركا حاليا ضغوطا مع التوصيات العلمية الحديثة التي تؤكد المخاطر الصحية للخمر، وتشمل هذه المواجهة تمويل أبحاث خاصة بها، فيما قد يصفه البعض بأنه محاولة للتأثير على النتائج العلمية والتلاعب بها لصالح صناعة الخمر. واستعرض تقرير مطول في وول ستريت جورنال تصريحات لمسؤولين وخبراء على صلةبقطاع صناعات الخمور، منها تصريح لمديرة مؤسسة المشروبات الأميركية سارة لونغويل، التي تقول إن صناعة الخمر تواجه خطر فقدانها هالة الصحة (health halo). وترجع هالة الصحة هذه إلى العقد الماضي عندما قالت دراسة إن الشرب المعتدل للخمر يرتبط بتقليل مخاطر أمراض القلب، وهو أمر تم ربطه أيضا بما سمي "التناقض الفرنسي" (French paradox)، حيث إنه لدى الفرنسيين معدل أقل من وفيات القلب بالرغم من أنهم يتناولون حمية غنية بالدهون المشبعة، وهو أمر تم ربطه بالنبيذ. ولكن دراسات ومعطيات خلال السنوات الماضية كشفت عن أن الشرب المعتدل للخمر يرتبط بمخاطر صحية، مثل زيادة مخاطر أنواع معينة من السرطان، وأن المنافع التي زُعم أنها مرتبطة بالخمر وصحة القلب قد تم تضخيمها. كما أن شرب الخمر مرتبط بزيادة مخاطر العدوى والحوادث. وبناء على ذلك فإن كثيرا من الأطباء لم يعودوا يوصون بتناول الخمر بشكل معتدل، ولم يعودوا يعتبرونها جزءا من التغذية الصحية. كما أن حكومات في كثير من البلدان مثل روسيا وأستراليا وكوريا الجنوبية اتخذت إجراءات لتقليلاستهلاك الخمر مثل زيادة الضرائب. مع هذه المعطيات، تعمل صناعة الخمر على شن هجوم معاكس، يشمل مهاجمة الأبحاث التي تدعو لمكافحة الخمر، وأيضا تمويل أبحاث خاصة بها، بما في ذلك خطة من قبل أربع شركات للمساهمة بعشرات الملايين من الدولارات لدراسة حول الخمر وأثرها على الصحة.