ملايين من المسلمين، من بينهم آلاف من الماليزيين، في طريقهم الآن إلى مكة المكرمة، والمدينة المنورة -أكبر الأماكن المقدسة في الإسلام- لأداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام. يُعد الحج أكبر تجمُع سنوي للمسلمين في العالم، بل هو أيضاً إظهار لتضامن المسلمين لمحبة الله، الواحد القهار. ويجب على المسلمين أداء فريضة الحج مرة واحدة على الأقل في حياتهم، "لمن استطاع إليه سبيلا"، أي أن يكون لائقاً بدنياً وقادراً مالياً على القيام برحلة قد تكون طويلة لأداء هذه الفريضة". وتؤدى مناسك الحج بين اليوم الثامن والـ13 من ذي الحجة، حسب التقويم الهجري. ومفهوم الحج لا يعني أداء مناسكه فحسب، بل هو أكثر من ذلك، حيث يُعتبر من أهم أشكال العبادات الإسلامية، فإنه يتطلب من المسلمين التخلي عن أعمالهم وترك أحبائهم والتخلي عن الملذات ووسائل الراحة التي كانوا يتمتعون بها لسنوات عديدة، ليعيشوا حياة بسيطة أثناء فترة الحج. ويتحمل الحجاج كل هذه الخطوات التي قد تكون مضنية لبعضهم، محبة في الله. أثناء فترة الحج تتاح الفرصة للمسلمين لزيارة الأماكن المقدسة والتاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مما يزيد من معرفتهم وتقوية إيمانهم بما يشاهدونه على أرض الواقع. وفي الوقت نفسه، فإن أداء هذه المناسك مع حشد كبير من المسلمين يُعلم الحجاج الصبر، وحسن السيرة والسلوك والمحبة تجاه رفقائهم الحجاج. ومن المهم للحجاج معرفة الغرض الأساسي والهدف الرئيسي من إنجاز فريضة الحج. وكجزء من الهدف والغرض من الحج نفسه معرفة جزء من تعاليم الإسلام السمحة، ولذا ينبغي أن يكون الحجاج أكثر صبراً وتسامحاً تجاه بعضهم البعض. يجب على الحجاج احترام بعضهم البعض وليس "الصراخ" في وجه بعضهم البعض، وعليهم بذل أقصى جهدهم لتفادي الازدحام أثناء تأديتهم مناسك الحج. كما ينبغي عليهم أيضاً الحفاظ على العزة والكرامة وحسن الخلق، ولا ينبغي تعاملهم بأنانية والتفكير في مصلحتهم الذاتية على حساب الآخرين. وينبغي أن يتصفوا بالرحمة والمحبة تجاه رفقائهم الحجاج الآخرين. ويجب أن يعلم الحجاج أن تدافع وتصارع بعضهم البعض أثناء أداء مناسك الحج لا ينال رضا الله، ولكن بدلاً من ذلك، فإنهم ينالون رضاءه بالتقوى وحسن سيرتهم وسلوكهم.