جاءت الجنادرية وهي تحمل ثقافة الحضور وروعة اللقاء بكل ما تحمله من معاني الأدب والتراث الشعبي المتعدد، وهي كذلك في كل عام، ترسم ملامح التظاهرة الثقافية التي اعتاد عليها المجتمع بمختلف طبقاته واتجاهاته. في مهرجان التراث والثقافة تتراءى روعة الالتقاء الثقافي من خلال ما يُعرض فيه من ثقافات محلية متعددة أتت من مختلف مناطق بلادنا المترامية الأطراف، فمن الشمال والجنوب والشرق والغرب تلتقي تلك الثقافات ويلتقي التراث على ساحة الجنادرية ليشاهده ويستمتع به زائرو المهرجان وليتسنى لهم التعرف عن كثب على أنواع تلك الثقافات وذلك الموروث العريق الذي تتميز به بلادنا. وعندما نكون في زوايا المهرجان، فإننا نستشعر جماليات الحدث بما فيه من أنشطة متعددة تقدمها مختلف مناطق بلادنا عن طريق الفرق المتعددة التي أتت لتنثر إبداعاتها للزائرين فهناك الجانب الحرفي الذي يجسد حرف الماضي بأيدٍ صناعية ماهرة أبدعت في الصناعات الحرفية المختلفة والتراثية الجميلة، وهناك الجانب الشعبي الذي تُقدم فيه أنواع متعددة من الأهازيج والألوان الشعبية التي عُرفت بها مختلف مناطق بلادنا ولها متابعوها ومحبوها الذين يأنسون بروعتها ويستمتعون بسماعها، وأيضاً هناك الألعاب الشعبية القديمة التي عُرف بها المهرجان بشكلٍ كبير طيلة السنوات الماضية ويستمتع بها الأطفال، الذي يجعل بلاشك روح التأصيل المعرفي في نفوس أولئك الأطفال والحب لمثل تلك الألعاب المسلية والتي يقدمها مختصون في العرض والإيضاح، ويأتي الشعر الشعبي ليأخذ نصيباً وافراً من برامج وفقرات المهرجان حيث تُقدم الأمسيات الشعرية المتعددة لعددٍ من الشعراء، وتقام أيضاً المسامرات الأدبية المختلفة واللقاءات المتخصصة في الأدب والشعر. في كل الأحوال تبقى الجنادرية حدثا ثقافيا وأدبيا شعبيا نتباهى به في تقديم ثقافتنا وتراثنا في أروع الصور وبأجمل لقاء. أخيراً: الله ياروضٍ بعد هالك المطر غنت عصافيره / واستلهم الوجد ديره وفي جهات الغيم / هل طيفٍ وانتشى اتابعه لين اختفى ليل ديم ينتهض كشر بنابه يزرع بقلبي مهابه والمدى صمت وكآبه..